وأكدت مصر رفضها الكامل للتصريحات الصادرة عن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بغزة ورفح، محذرة من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، لا سيما في ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
يأتي البيان المصري، في الوقت الذي تداولت فيه العديد من وسائل الإعلام الغربية معلومات بشأن تحذيرات مصرية شديدة اللهجة بأن "الهجوم على رفح من شأنه تعليق معاهدة السلام، إذ تفرغ الخطوة الاتفاقية من مضمونها الذي وقّع عليه الجانبان، كما أن الهجوم على المنطقة يمس بالأمن القومي المصري بشكل مباشر".
في الإطار ذاته، قال السفير عزت سعد، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن "التهديدات المصرية بتعليق معاهدة السلام حقيقية وجادة".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "التقارير التي تحدثت عن نقاش ورسائل مصرية مع واشنطن بشأن إقدام إسرائيل على تفريغ معاهدة السلام من مضمونها في ظل إصرارها على استمرار الحرب ودفع الفلسطينيين إلى سيناء المصرية، تؤكد حقيقة الموقف المصري الجاد في هذا الأمر".
وأشار سعد إلى وجود عجز كامل من الولايات المتحدة في إقناع أو الضغط على إسرائيل، والذي يأتي ضمن إطار مسلسل فشل السياسة الأمريكية في المنطقة، والمقاربة الأمنية والعسكرية التي ثبت فشلها في العراق وليبيا وأفغانستان.
ومضى سعد، بقوله: "على مدار خمسة أشهر، لم تفلح واشنطن في إقناع حليفها الإسرائيلي من أجل وقف إطلاق النار، ما يعني أن إسرائيل ليست المسؤولة الوحيدة عن المأساة والصراع الحالي، بل تشاركها الدول الداعمة والمتورطة بشكل كامل معها في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول".
وتابع: "إذا كانت إسرائيل ترى أنها نجحت في عمليات التطبيع واندماجها في المنطقة، فإن كل هذه الخطوات بحاجة لمراجعة، خاصة أننا أمام قوة لا تريد السلام، ويغيب عنها صوت العقل".
وشدد سعد على أن "القيادة المصرية جادة في اتخاذ أي قرارات حال إصرار إسرائيل على تفريغ معاهدة السلام من مضمونها، عبر الممارسات التي تقوم بها".
من ناحيته، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن "البيان المصري الصادر عن وزارة الخارجية، يؤكد أن مصر تبعث برسائل واضحة لإسرائيل وللجانب الغربي، وخاصة الجانب الأمريكي مفادها أن المصالح المصرية والأمن القومي في ظل التطورات الحالية يقترب من حد الخطر، ما يعني أن الهجوم الإسرائيلي عليه أن يتحمل مسؤولية العواقب الوخيمة التي تترتب عليه".
وأضاف هريدي في حديثه مع "سبوتنيك"، أن "الموقف الغربي يؤيد العملية العسكرية ويوفر الغطاء لها، في الوقت الذي يطلب فيه حماية المدنيين، لكنه ساند ودعم العمليات التي أدت إلى عواقب وخيمة بالفعل تتمثل في عدد الضحايا وتدمير البنى التحتية".
وصادق الجيش الإسرائيلي، يوم أمس الأحد، على "الخطة العملياتية في مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة"، في وقت، قال فيه رئيس هيئة الأركان الجنرال هرتسي هاليفي، أثناء جلسة الحكومة الأسبوعية، إن "الخطة ستعرض حينما يُطالب الجيش بذلك".
وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق، تعبئة قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، تمهيدًا للقيام بعملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، حيث ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية، أن نتنياهو يريد تعبئة قوات الاحتياط، التي تم تسريحها في الآونة الأخيرة من قطاع غزة، بهدف القيام بعمل عسكري في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، أسفرت عن وقوع أكثر من 28 ألف قتيل وأكثرمن 67 ألف مصاب بين سكان القطاع.