وتبرز التساؤلات ذاتها، منذ فترة، بشأن عدم استخدام ورقة "تعليق المعاهدات" كورقة ضغط، خاصة في ظل استمرار إسرائيل في حربها على القطاع، وما ترتب عليها من مقتل الآلاف من النساء والأطفال.
ويرى باحثان أن عدم تلويح الدول العربية التي وقعت اتفاقيات سلام، في الآونة الأخيرة، مع إسرائيل مرتبط بالتوازنات السياسية في المنطقة، خاصة في ظل وجود واشنطن، كما يعتقدان بأن "إسرائيل ماضية في مخططها الهادف لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة إلى مصر والأردن.
من ناحيته، قال الأكاديمي والباحث السياسي، عايد المناع، إن "التلويح بتعليق اتفاقيات السلام بين إسرائيل من جهة والإمارات والبحرين والمغرب والسودان من جهة، هي خطوة للضغط وقد تكون غير مؤثرة".
وأضاف المناع في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "التلويح بتعليق الاتفاقية الموقعة بين مصر وإسرائيل، هي الأكثر تأثيرا، رغم المخاطر التي قد تترتب عليها، إذ يمكن لإسرائيل أن تستغل الأمر من أجل شن عمليات وحشية في رفح لإجبار الفلسطينيين على الانتقال إلى الأراضي المصرية".
وأشار إلى "ضرورة عقد قمة عربية من أجل الضغط على واشنطن والعواصم الأوروبية ذات التأثير على إسرائيل، لوقف العمليات العسكرية وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967".
وشدد المناع على "ضرورة إقامة دولة فلسطينية بكامل سيادتها وتسليحها من أجل استدامة السلامة".
ويرى أن "تل أبيب ترغب في فرض السيطرة الكاملة على غزة وإعادة احتلالها، وأنها ماضية في مخططها، الذي يهدف لدفع الفلسطينيين في غزة إلى مصر، ودفع الفلسطينيين في الضفة إلى الأردن".
في هذا الإطار، قال الباحث المغربي في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، الدكتور المغربي محمد الطيار، إن "عدم تلويح الدول العربية بتعليق التطبيع مع إسرائيل، يرتبط ببعض التطورات الخاصة بالدور الأمريكي، في حين أن هذه الدول يمكنها التنديد أو الإدانة دون اللجوء إلى إلغاء الاتفاقيات، نظرا لارتباطها بواشنطن".
ولفت إلى أن "هذه الدول يمكن أن تعبر عن مواقفها الاحتجاجية والرافضة للعمليات العسكرية بأشكال أخرى، نظرا لوجود علاقات تتجاوز التوترات الأمنية التي تشهدها غزة".
وأشار إلى أن "العلاقة بين بعض الدول العربية وواشنطن وإسرائيل مرتبطة ببعض التوازنات في المنطقة، في ظل الوزن الذي تمثله إيران في عدد من الدول العربية".
وتعرضت مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لأعنف قصف وعمليات عسكرية منذ بدء الحرب الإسرائيلية إثر بدء عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ شنت الطائرات الحربية والبوارج البحرية والمدفعية الإسرائيلية، غارات مكثفة ومتزامنة على منازل ومساجد في مدينة رفح، لتخلف عشرات القتلى ومئات الجرحى ودمارًا هائلًا خاصة في مخيم يبنا وسط المدينة.
وفي سياق متصل، صرح الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، اليوم الثلاثاء، قائلا: "من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك"، وذلك خلال الاحتفال التكريمي الذي يقيمه "حزب الله" للجرحى والأسرى في "يوم الجريح المقاوم".
وخلال كلمته المتلفزة، أضاف نصر الله، بالقول: "من يهددنا بالتوسعة في الحرب نهدده بالتوسعة كذلك، ومن يتصور أن المقاومة في لبنان تشعر لو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك هو مشتبه ومخطئ تمامًا ويبني على حسابات خاطئة"، مشددًا على أن "المقاومة اليوم أشد يقينًا وأقوى عزمًا لمواجهة العدو في أي مستوى من مستويات المواجهة".
وأوضح نصر الله أنه "عندما يقف العدوان على غزة، سيقف إطلاق النار في الجنوب، وعندما يقف إطلاق النار في غزة ويقوم العدو الصهيوني بأي عمل، سنعود للعمل على القواعد والمعادلات التي كانت قائمة، فالمقاومة عملها ردع العدو وستكون ردودنا متناسبة".
وتابع نصر الله: "الجبهة في جنوب لبنان هي ضغط ومساندة ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالعدو وإضعافه حتى يوقف العدوان، وتحكمها موازين ردع وحسابات دقيقة عند طرفي القتال، ولكن هناك جو كبير من التهويل قد يصل الى مستوى الانحطاط الاخلاقي والسفالة".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى".
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.