وشهد أحد محلات بيع ماركات الملابس العالمية في العاصمة تونس، يوم أمس، احتجاجات من قبل عدد من نشطاء حملة المقاطعة تضامنا مع الشعب الفلسطيني ولمطالبتها بالرحيل من تونس.
وأغلق المحل أبوابه قبل الوقت المعتاد بعد مغادرة المواطنين الذين جاؤوا لشراء ما تيسر من المنتوجات التي شملتها التخفيضات.
مقاطعة المحلات الداعمة لإسرائيل
يرى الناشط في حملة المقاطعة، وائل نوار، بأنه مع بداية موسم التخفيضات الشتوية فإن التونسيين قد عادوا إلى التسوق من المحلات المعنية بالمقاطعة، بسبب دعمها لإسرائيل، وهو ما قادمهم إلى العودة إلى التحركات الميدانية.
ويقول نوار لـ "سبوتنيك": "التحركات الميدانية أمام المحلات تسهم بشكل كبير في اقناع المستهلكين بمقاطعة جميع الماركات والمنتجات الداعمة للجيش الإسرائيلي".
وشهد مسار المقاطعة في تونس، منذ بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مع بداية الحرب على غزة، نجاحا كبيرا وتفاعلا واسعا من قبل مختلف الشرائح العمرية.
ويشير وائل نوار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدتهم كثيرا على التعريف بحملة المقاطعة بصفة سريعة، قائلا: "هناك العديد من الشركات التي تستهدفها الحملة تفكر في الإغلاق الكلي لمقراتها في تونس، وجزء آخر سجل جملة من الخسائر الغير معتادة".
ولفت إلى أن مشاركة الشعب التونسي في المسيرات الداعمة للشعب الفلسطيني تعتبر متواضعة على عكس حملة المقاطعة التي تلاقي استجابة كبرى في العديد من البلدان الأخرى.
ويواصل الناشط في المحلات التجارية الحديث مع "سبوتنيك"، فيقول بأنهم قاطعوا العديد من المنتجات من مختلف المجالات على غرار الأغذية والملابس وشركات الأسفار وكل منتوج له علاقة بالشركات التي تدعم إسرائيل.
وأكد أن "هذه التحركات لاقت استجابة واسعة من المواطنين التونسيين الذين يتنفسون القضية الفلسطينية"، وفقا لقوله.
ومن جهة أخرى، أكد وائل نوار أن حملات المقاطعة ستتواصل إلى غاية شهر رمضان وستستهدف بعض المساحات التجارية الداعمة لإسرائيل.
وأضاف أن المساحات التجارية الكبرى تستفيد بشكل كبير من زيادة الاستهلاك في شهر رمضان و"لذلك نسعى إلى قطع الطريق أمام هذه المحلات حتى تبقى ضمن القائمة السوداء التي شملتها المقاطعة".
ويصف وائل نوار حملة المقاطعة بـ "السلاح الجبار" الذي يمكن أن يغير المعادلات الاقتصادية خاصة بالنسبة للدول الغربية التي دعمت إسرائيل بالمال والسلاح وشاركت بطريقة غير مباشرة في إبادة الشعب الفلسطيني على غرار الولايات المتحدة الأمريكية.
تراجع الإقبال على المساحات والمحلات التجارية
ومن جانبه، يرى رئيس منظمة "إرشاد المستهلك"، لطفي الرياحي، بأن الإقبال على المساحات التجارية الكبرى سجّل تراجعا منذ انطلاق الحرب في غزة، مشيرا إلى أن المنظمة لاحظت غيابا شبه تام للمستهلكين مع بداية موسم التخفيضات الشتوية مقارنة ببقية السنوات.
ويقول الرياحي لـ "سبوتنيك"، إن سبب تراجع الإقبال يعود إلى نجاح حملة المقاطعة.
ويأمل الرياحي بأن "يكون موسم التخفيضات الشتوية مهرجان تسوق حقيقي يدعم المنتوج التونسي باعتبار وأن المنتوجات المعروضة بالمحلات التجارية تعتبر متدنية الجودة، حيث يقتنيها صاحبها بالكيلوغرام وبأسعار بخسة ثم يبيعها في تونس بأسعار مشطة"، على حد قوله.
وقفات تضامنية لدفع المقاطعة
ويؤكد القيادي في الشبكة الوطنية للتصدي لمنظومة التطبيع، يحيى محمد، أن الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني متواصلة أمام السفارة الأمريكية في العاصمة تونس باعتبارها الداعم الرئيسي لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة.
ويضيف محمد في تصريح لـ "سبوتنيك"، أن "التونسيين يتفاعلون مع الوقفات الأسبوعية وهذا دليل على أنهم يرفضون التعامل مع كل المنتجات والبضائع الداعمة لإسرائيل".
وتابع: "التونسيون اليوم يقفون مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت ويلات القصف المتواصل، وهذا ما لاحظناه في المسيرات الكبرى الداعمة للقضية الفلسطينية والتي شملت حقوقيين وأساتذة وطلبة وتلامذة في الشوارع التونسية".