القوة العسكرية الغاشمة، طبعا الأمريكية الإسرائيلية والبريطانية والألمانية أيضا، هي تشكل حربا عدوانية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية المعاصر، وتشبه إلى حد كبير، إذا ما كانت أكثر، ما حصل في ستالينغراد أو ليننغراد في الاتحاد السوفيتي السابق.
بالتالي، عندما اتخذت المحكمة الدولية قرارا أن هناك جنحة، كان هناك أدلة دامغة من جنوب أفريقيا، على أن إسرائيل أثبتت في ممارساتها هذا القتل الجماعي، خصوصا من قبل الجيش الإسرائيلي تجاه الأطفال والنساء والشيوخ، وأكثر من 80% من الشهداء هم من المدنيين.
الشعب الفلسطيني يضحي اليوم بكل شيء من أجل التمتع بحريته، لكن المأساة الكبيرة أيضا تتجلى أنه حتى في هذه الظروف المأساوية والكارثية، ينعدم وجود قيادة فلسطينية موحدة ما يقيد جهود وإمكانيات الأصدقاء على التأثير الفعلي بمساعدته، لذلك يجب التجاوب الفوري مع مبادرة موسكو، لدعوة جميع ممثلي الفصائل الفلسطينية آخر الشهر الحالي، والإعلان عن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، ومن المتوجب أن يتحقق ذلك، وإلا ستفقد القيادات الفلسطينية الثقة وستكون خيبة أمل كبيرة للشعب الفلسطيني وأصدقائه".