وأضاف، في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن الإدارة الأمريكية ما زالت توفر غطاء الحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ أكثر من 4 أشهر، مشيرا إلى أن فكرة إقامة دولة فلسطينية لا تزال حبرا على ورق.
وأشار إلى أن واشنطن هي من أشهرت "الفيتو" في وجه العالم من أجل استمرار الحرب في فلسطين، على الرغم من أن دولا عديدة في العالم باتت أكثر إدراكا بأن توفير الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يستدعي الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتجسيدها على الأرض.
وأوضح أن موقف الإدارة الأمريكية هو الحاسم في نهاية الأمر للضغط على الحكومة الإسرائيلية بضرورة الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ليتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، عاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ونقل تقرير لصحيفة أمريكية عن مسؤولين أمريكيين وعرب أن "حكومة الرئيس الحالي جو بايدن ومجموعة صغيرة من الشركاء في الشرق الأوسط تسارع إلى استكمال خطة مفصلة وشاملة لتحقيق سلام طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك جدول زمني ثابت لإقامة دولة فلسطينية".
وأكد التقرير أن هذا المخطط "قد يتم الإعلان عنه في أقرب وقت ممكن، أي خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، مشيرا إلى أن المفاوضات تجري بين مسؤولين أمريكيين مع شركاء عرب من مصر والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وممثلين عن فلسطين.
وقال وزير الشتات الإسرائيلي عَميحاي شيكلي، في حديث إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي، تعليقًا على المخطط الأمريكي لقيام دولة فلسطينية: "إذا كانت هذه هي الرؤية الأمريكية فعلينا أن نحاربها، ونهدد بإجراءات أحادية كإلغاء اتفاقات أوسلو".
من جانبه، شدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، على أن إسرائيل "لن توافق بأي حال من الأحوال على هذه الخطة".
وندد سموتريتش بالمقترح الأمريكي، في حسابه على موقع "إكس"، أمس الخميس، حيث اعتبر أن هذا المخطط "يقول في الواقع إن الفلسطينيين يستحقون مكافأة على المذبحة الفظيعة التي ارتكبوها بحقنا، بإعطائهم دولة فلسطينية وعاصمتها القدس"، وفق وصفه.
وقال سموتريتش، في اجتماع المجلس الوزاري السياسي والأمني: "سأطالب بقرار واضح لا لبس فيه ينص على أن إسرائيل تعارض إقامة دولة فلسطينية وفرض عقوبات على أكثر من نصف مليون مستوطن".
بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في تغريدة على "إكس": "قُتل 1400 شخص ويريد العالم أن يمنحهم دولة. لن يحدث!".
وكانت حركة حماس المسيطرة على القطاع، أعلنت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدء عملية "طوفان الأقصى"، مطلقة آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال، وإدخال مساعدات إلى غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر إحصائية لها اليوم، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة إلى ليتجاوز 28 ألفا و800 قتيل إضافة إلى أكثر من 68 ألف مصاب.