طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح

تشهد المنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر، حالة انهيار كبيرة، حيث خرجت معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من أربعة أشهر، وقد استُهدف العديد من المراكز الصحية في قطاع غزة وخرج أغلبها عن الخدمة.
Sputnik
وتعرضت مستشفيات الأطفال في القطاع إلى قصف ودمار من قبل الجيش الإسرائيلي، ووصفت العديد من المنظمات الإنسانية الوضع الصحي في القطاع بالكارثي.
وتعاني مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من وضع صحي متواضع، فهناك مستشفيان فقط، بجانب المستشفى الإماراتي الميداني، في ظل وجود عدد كبير من السكان والنازحين، وتخلو المدينة من مشافي خاصة بالأطفال.
نزح رجاء عكاشة، طبيب أطفال، منذ الأيام الأولى للحرب، بعدما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزله الواقع في بيت حانون شمالي قطاع غزة، ثم انتقل إلى خان يونس، وعمل في مشفى مبارك للأطفال، ومن ثم نزح مرة أخرى إلى رفح بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي خان يونس.
رجاء عكاشة، طبيب أطفال يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
وبعد نزوحه إلى مخيم المواصي في رفح جنوبي قطاع غزة، حوّل الطبيب عكاشة خيمته إلى عيادة ليعالج الأطفال المرضى النازحين، ويبعث الأمل من خيمته البسيطة للعديد من الأطفال الصغار الذين تأثروا بالحرب المستمرة على القطاع. ويقول عكاشة لوكالة "سبوتنيك" حول مبادرته:

"هذه المبادرة من خيمتي، في داخل أكبر مخيم للنازحين، مخيم المواصي، وهي مبادرة مجانية للأطفال، سواء الفحص أو الدواء، فكل ما نقدمه هنا هو مجاني، فالنازحون أوضاعهم صعبة للغاية، ولا استطيع أن أطلب منهم المال في هذه الظروف".

ويضيف: "أتواجد هنا منذ شهرين، وأسعى إلى توفير أدوية مجانية للأطفال، في ظل الوضع الكارثي الذي نعيشه، فلا يوجد مشافي أو مراكز صحية للأطفال، وهذه الخيمة الطبية أقل شيء ممكن أن اقدمه الى الأطفال النازحين".
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
ويستقبل عكاشة داخل خيمته الأطفال يومياً لمعالجتهم رغم الأمكانيات البسيطة ونقص الدواء، ويعالج من 120- 150حالة من الأطفال المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة، خاصة أمراض في الجهاز التنفسي والرئة. ويقول عكاشة لـ"سبوتنيك":

"كثير من الصعوبات التي تواجهني، أهمها عدم توفر الادوية للأطفال، حتى في المشافي لا تتوفر الأدوية، فأنا أعمل في مشفى ولا يوجد أكامول، وفي هذه الخيمة لا يوجد مسلتزمات طبية، وهناك أعداد كبيرة من المرضى يأتون بشكل يومي، بسبب الأوضاع الصعبة، فالمياه مالحة والطعام غير نظيف، وهناك انتشار للأمراض".

طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح

الوضع مبكي جدا

ويتمنى عكاشة أن تقف الحرب وتدخل المساعدات الإنسانية، خاصة أدوية الأطفال، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، ينتشر بين صفوف الأطفال في غزة الإسهال الناتج عن عدة أنواع من البكتيريا منها إيكولاي والسالمونيلا، هذا إضافة لانتشار مرض الكبد الوبائي، وأمراض جلدية نتيجة نقص الماء والتعقيم مثل الجرب والالتهابات الجلدية، كذلك انتشار أمراض الجهاز التنفسي ومنها الإنفلونزا والتهابات الرئة، وهو الأمر الذي يضع أطفال قطاع غزة في خطر دائم على حياتهم.
ويقول عكاشة: "أوقفوا الحرب، أنقذوا أطفال غزة، وأتمنى من الشعوب والحكومات العربية، أن تقف بجانبنا لإيقاف الحرب، فالأطفال الذين يأتون إلى خيمتي قصصهم مبكية".
1 / 9
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
2 / 9
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
3 / 9
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
4 / 9
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
5 / 9
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
6 / 9
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
7 / 9
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
8 / 9
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
9 / 9
طبيب يحول خيمته إلى عيادة طبية مجانية لعلاج الأطفال النازحين في رفح
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع منذ أكثر من 4 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبّب بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة.
وفي اليوم الـ 135 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على قطاع غزة، إلى أكثر من 29 ألفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 69 ألفًا آخرين.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، شنّ مقاتلون من حركة "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، وردًّا على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيرًا ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصًا خطفوا في 7 أكتوبر.
مناقشة