وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، "في الحقيقة لا يوجد تدخل دولي وإقليمي بشكل مطلق كتدخل إيجابي، لكن ما حدث من تدخلات رأينا أنها وبكل أسف تقوم بدعم المليشيات المتمردة، هذا لا يعني أن الجميع يزرع الأزمات، هناك جانب إيجابي منذ بداية الحرب وهو المبادرة السعودية الأمريكية والتي نتج عنها اتفاق جدة في مايو/أيار الماضي 2023 ".
وتابع الزين، قائلا إن مبادرة "منبر جدة"، حملت حلولا إيجابية للأزمة "من بينها خروج المليشيات من المساكن والأعيان المدنية والمستشفيات والمرافق الخدمية للدولة مثل الكهرباء والماء، علاوة على مسألة توصيل المساعدات الإنسانية وهو ما لم تلتزم به المليشيات المتمردة، وبالتالي يجب أن يكون التدخل الإقليمي والدولي من أجل التأكيد على الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة".
وأشار الحقوقي السوداني، إلى أن أي حديث اليوم حول وساطات ومبادرات بخلاف ما سبق الاتفاق عليه في جدة، جميعه يصب في جانب عدم فهم طبيعة ما يحدث في السودان وأن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها الدعم السريع هى من أوصلت البلاد لتلك المرحلة بدعم من بعض الدول الخليجية.
وأوضح الزين، أن "الحرب الدائرة منذ أكثر من 300 يوم نتجت عن محاولة انقلابية من جانب الدعم السريع المدعوم خارجيا، أما القوات المسلحة السودانية في عمليات تصديها لتلك المليشيات، هى تمارس مهامها ودورها وفق الدستور والقانون الذي يلزمها بحماية أمن الدولة واستقرارها وسيادتها على أراضيها".
وحول تأكيد طرفي النزاع على استمرار الحرب حتى النصر يقول الحقوقي السوداني: "من واجبات الجيش السوداني أن يتحدث عن القتال والحسم العسكري لأنها من مهامه الدستورية والقانونية، وبطبيعة الحال لن يقبل أن تكون هناك ميليشيات أو بؤر توترأو منظومات إرهابية تتحرك بحرية داخل الدولة السودانية، ولابد من إنفاذ القانون".
ولفت الزين، إلى أنه "رغم كل مآسي الحرب خاصة في العاصمة الخرطوم، إلا أن غالبية السودان يتمتع باستقرار بنسبة ثمانين بالمئة من ولايات البلاد الثمانية عشر، فيما عدا ولاية الخرطوم والجزيرة وجزء من ولايات دارفور، وبالتالي بقية الولايات مستقرة أمنيا"،
ونفى الحقوقي السوداني ما تروج له وسائل الإعلام بأن هناك مآسي إنسانية غير مسبوقة في البلاد، مشيرا إلى أنه كان بالخرطوم وأم درمان والولاية الشمالية وولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، وجميعها ولايات مستقرة وتمارس نشاطها الطبيعي في إدارة الدولة.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الثلاثاء، أنه إذا لم ينتهِ الصراع في البلاد، فلن تكون هناك عملية سياسية.
وقال البرهان في تصريحات خلال زيارته لوحدات عسكرية في ولاية القضارف السودانية: "كيف يمكن عمل اتفاق وسلام مع شخص لا يلتزم وكل يوم له رأي، لذا نقول لن يكون هناك سلام إلا بعد نهاية هذا التمرد"، في إشارة إلى قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".
وبحسب بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني، فقد وجه البرهان "رسالة للسياسيين الذين يتحدثون عن دعاة حرب، قائلاً دعاة الحرب من يحمل سلاحه ويهاجم المواطنين ويبحث عن السلاح من خارج البلاد ليقتل به السودانيين".
وأضاف البرهان أن "المعركة الآن أخذت طابعًا مختلفًا عن العشرة أشهر الماضية، وقد أصبحت الآن المعركة لازمة وواجبة، لأننا ذهبنا للسلام في جدة وتم الاتفاق على كثير من الالتزامات والعهود لكن لم ينفذها أحد".
وتتواصل منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو للعلن، بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمردًا ضد الدولة.