في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة يوجد أكثر من 1.4 مليون نازح، يعيشون ظروفًا صعبة للغاية على جميع المستويات، وتعاني مخيمات النازحين في رفح المكتظة بالسكان، من غياب الكهرباء ومصادر الطاقة، ما يزيد من صعوبة الحياة.
الطفل حسام العطار النازح في رفح جنوبي القطاع، أضاء عتمة خيمة عائلته، بعدما استطاع باستخدام أدوات بسيطة أن يولد الكهرباء من مروحتين، ويقول حسام لوكالة "سبوتنيك":
عندما قدمنا نازحين إلى رفح، لم يكن متوفر خلال 20 يوم كهرباء ولا ماء، وكان الصرف الصحي في المخيم مغلق، وبعد هذه المدة قمت بعمل مروحة تولد الطاقة، ونجحت في تخفيف المعاناة قليلا.
الطفل حسام أو "نيوتن غزة" كما يلقبه أقرانه، وذلك لقدرته على التعامل مع الأسلاك بمهارة عالية، استطاع جمع الأدوات المطلوبة من سوق " الخردة"، لكنه واجه صعوبات في إيجاد محرك يلائم المروحة، وبعد بحث وجهد كبير وجد الأدوات المطلوبة وبدأ في تجميعها، ووضع المحرك فوق بناء من الطوب ملاصق لخيمة عائلته.
نيوتن غزة" يضيء خيمة أهله النازحين في رفح من خلال طاقة الرياح
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقوم حسام خلال اليوم بتفقد المحرك أكثر من مرة، ويصعد بصعوبة فوق السطح الملاصق لخيمته، ومن ثم يدير المحرك باتجاه الرياح، فحركة دوران المروحتين فوق بعضهما تعملان مثل توربيني رياح صغيرين قادرين على شحن البطاريات، وقد استخدم حسام أزرارًا ومصابيح وقطعة رقيقة من الخشب داخل الخيمة.
نيوتن غزة" يضيء خيمة أهله النازحين في رفح من خلال طاقة الرياح
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول حسام لـ "سبوتنيك" عن اختراعه: "المولد عبارة عن محرك ومروحة، وعندما تحركها الرياح تتولد الطاقة، وتنتقل عبر الأسلاك إلى جهاز داخل الخيمة".
نيوتن غزة" يضيء خيمة أهله النازحين في رفح من خلال طاقة الرياح
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويضيف: "بالرغم من الصعوبات، إلا أنني خففت من المعاناة التي نعيشها، خاصة والدي المريض والذي يحتاج إلى الذهاب إلى دور المياه أكثر من مرة بالليل، وقد كاد أن يقع بسبب الظلام أكثر من مرة، لكني بعدما أضأت الخيمة سهلت عليه".
نيوتن غزة" يضيء خيمة أهله النازحين في رفح من خلال طاقة الرياح
© Sputnik . Ajwad Jradat
ومثل أطفال غزة يحلم حسام العطار أن تتوقف الحرب، وأن يعيش أطفال غزة بأمان ويمنحون الفرصة للإبداع، ويقول العطار:
أطفال غزة لو أخذوا الفرصة مثل أطفال العالم، لاستطاعوا التغلب بمهاراتهم وذكائهم، لكن لا يوجد من يدعمهم، وأتمنى أن يعيش أطفال غزة بأمان وسلام وحرية.
ويواجه النازحون في رفح جنوبي قطاع غزة أوضاعا معيشية كارثية، في ظل عدم وصول مساعدات كافية إليهم، وغياب تام لأي آليات دولية إغاثية في القطاع لتأمين احتياجات المواطنين الإنسانية الأساسية، مما يزيد في التدهور الخطير المتواصل للأوضاع المعيشية للسكان في رفح.
نيوتن غزة" يضيء خيمة أهله النازحين في رفح من خلال طاقة الرياح
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع منذ أكثر من 4 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبّب بنزوح 1.7، من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن مقتل أكثر من 29300 قتيلا ونحو 70 ألف مصاب، إضافة إلى آلاف المفقودين.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، شنّ مقاتلون من حركة "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، وردًّا على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيرًا ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصًا خطفوا في 7 أكتوبر.