وأضافت في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن الأردن قيادة وشعبًا كان من أوائل الدول التي اتخذت موقفا سياسيا حازما ضد الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وهو ما تمثل من خلال تصريحات الملك المستمرة وجولاته المتواصلة على دول العالم لحشد موقف دولي ضد العدوان.
وتابعت: "الأردن كسر الحصار المفروض على غزة من خلال الإنزالات الجوية المتواصلة لإيصال المساعدات إلى القطاع، والمسيرات الشعبية المتواصلة للأسبوع العشرين على التوالي في مختلف محافظات وتنديد المملكة بالعدوان الصهيوني الغاشم، وغيرها من المواقف التي قدمها الأردن الرسمي والشعبي وما زال يقدمها، وسيبقى".
وترى أن الأردن وبحكم قربه الجغرافي والوجداني من فلسطين يعطي تخوفا كبيرا للإسرائيليين، بحيث أن أي تصريح أو موقف من الأردن يرهب الجهات الإسرائيلية أكثر من أي دولة أخرى، لذلك تحاول إسرائيل استخدام أوراق تظن من خلالها بأنها تضغط على الأردن من خلال التلويح بالغاء الاتفاقيات.
وفيما يتعلق بإلغاء اتفاقية الغاز مقابل المياه، أوضحت أن جميع النواب طالبوا من مجلس النواب بإلغاء جميع الاتفاقيات مع الكيان الإسرائيلي، وأن مثل هذه التهديدات لم ولن تثني الأردن عن موقفه الداعم للشعب الفلسطيني الشقيق بحقه في الحياة وحقه في الأمان وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفي تقرير المصير.
وأشارت إلى أن استخدام الإسرائيليين لمثل هذه التهديدات ما هو إلا دليل على ضعف الموقف الإسرائيلي أولا، وقوة الموقف الذي يشكله الأردن الذي سيزيد من موقفه لضمان وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على القطاع.
وزاد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة حدة التوتر بين الأردن وإسرائيل، فيما لا تزال التهديدات الإسرائيلية لعمان مستمرة بشأن وقف الاتفاقيات الموقعة، من بينها اتفاقية الغاز مقابل المياه.
تجدر الإشارة إلى أن الأردن وقع مع إسرائيل في عام 1994 معاهدة وادي عربة، لتكون هي الدولة العربية الثانية بعد مصر التي توقع على اتفاقية سلام مع إسرائيل.
كما أن هناك اتفاقية الغاز بين الأردن وإسرائيل، وكذلك اتفاقية الكهرباء مقابل المياه، وكلها اتفاقيات لا تحظى بقبول شعبي أردني، وثمة مطالبة دائمة بإلغائها.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، أسفرت عن وقوع نحو 30 ألف قتيل ونحو 70 ألف مصاب بين سكان القطاع.