القاهرة - سبوتنيك. وقال طارق صالح، في حوار مع المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" في لندن، حسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية، إن "تفاهمات السلام التي أُحرزت في الفترة الأخيرة تجمّدت، نتيجة تطورات الأوضاع في البحر الأحمر الناجمة عن هجمات الحوثيين على السفن".
وأوضح أن "المفاوضات التي أجرتها المملكة العربية السعودية، مع الحوثيين نتج عنها تفاهمات لخارطة طريق من ثلاث مراحل عُرضت على مجلس القيادة، وتم الأخذ بعين الاعتبار اقتراحات المجلس في هذا الصدد".
واعتبر أن "الحاصل في البحر الأحمر حاليًا ناتج عن وقوف المجتمع الدولي أمام تحرير الحديدة (غربي اليمن)، وصناعة اتفاق ستوكهولم (توصلت إليه الحكومة وجماعة "أنصار الله" أواخر 2018، لإيقاف القتال في الحديدة) الذي يدفع ثمنه اليوم اليمن والعالم".
ورأى أن "اتفاق ستوكهولم جعل الحوثيين يحوّلون باب المندب إلى ميدان حرب، بما يقومون به من قصف بالصواريخ والطيران المُسير لأجندة إيرانية"، على حد قوله.
وأكد أن "اليمن ليست طرفًا في تحالف حارس الازدهار"، مضيفًا: "نتواجد على جزرنا ومياهنا الإقليمية ونؤمنها وقادرون على حمايتها".
واتهم المسؤول اليمني، إيران بالوقوف وراء هجمات "أنصار الله" في البحر الأحمر، بقوله: "ما يحدث في البحر الأحمر مخطط إيراني ليس له صلة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وأن كمية الصواريخ المستخدمة في الهجوم على السفن التجارية تثبت أن الإعداد لهذا السيناريو تم من قِبل الحرس الثوري، وقد تم التحضير مسبقًا لتنفيذ هذا المخطط".
وأشار إلى "التزام اليمنيين، بالفطرة، بالانتماء للقضية الفلسطينية"، متهمًا جماعة "أنصار الله" بـ"استخدامها شماعة لتنفيذ أجندة إيران، التي تريد اختطاف القضية الفلسطينية من العرب"، على حد قوله.
ووجّه نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، اتهامات لإيران بـ"السعي للسيطرة على باب المندب"، مضيفًا أن "من يدير غرف عمليات الحوثيين هو الحرس الثوري الإيراني".
وتوقع صالح أن "لا تنتهي أزمة البحر الأحمر بانتهاء الحرب في غزة"، معتبرًا أنه "مُخطط لها (الأزمة) بشكل مستقل ومسبق من قبل إيران".
وحذّر من "الخطر الكبير الذي تشكله سفينة "روبي مار" (جانحة قبالة سواحل اليمن إثر تعرضها لقصف من "أنصار الله" وعليها كميات من الأسمدة)، التي باتت على وشك الغرق وتلويث البيئة البحرية".
وقال إن "الحل الأمثل لما يجري في البحر الأحمر يتمثل في دعم الحكومة لتفرض سيطرتها على التراب اليمني كاملًا، خاصة وأن المجتمع الدولي أصبح يدرك خطر الحوثيين بشكل واضح بعد أن مُست مصالحه مباشرة".
وفي وقت سابق من يوم أمس الخميس، توعد زعيم جماعة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، أمريكا وبريطانيا بـ"مفاجآت لا يتوقعونها نهائيًا"، قائلا إنها "ستكون مفاجئة جدًا وفوق ما يتوقعه العدو والصديق.. وفاعلة ومؤثرة"، كاشفًا أن قواته استهدفت "54 سفينة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن"، مؤكدًا استمرار هجمات جماعته ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والسفن الأمريكية والبريطانية.
وكانت جماعة "أنصار الله"، قد أعلنت في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أنها ستساند الفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى"، في حال تدخل أمريكا عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.