وأضاف صايج في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، يجيب أن نضع في أذهاننا أنه عندما تم إنشاء منتدى الدول المنتجة والمصدرة للغاز، كان الهدف إيجاد منصة مشتركة للتشاور والتنسيق بين الدول الأعضاء.
وتابع: "في هذه الإطار حددت 4 أهداف رئيسية ألا وهي أولا النظر إلى الغاز باعتباره موردا حيويا والثاني هو مساعد الدول في إطار التنمية المستدامة للمحافظة على البيئة، أما الهدف الثالث هو كيفية العمل جماعيا لتبادل الخبرات في استخدام التكنولوجيا للحد من الانبعاثات الكربونية، وبذلك نصل إلى الهدف الرابع وهو تحويل المنتدى إلى لاعب جيو استراتيجي بتوسيع أعضائه لاكتساب أهداف ومصالح تساعد في تحقيق التنمية في هذه الدول".
وأردف: "على سبيل المثال نموذج موريتانيا، التي أعلنت عن اكتشافات ضخمة ستساعدها على تحقيق تنمية بسبب زيادة دخلها من الغاز والاستثمارات في هذا المجال".
وعن التوقعات المستقبلية لسوق الغاز، أوضح الخبير الجزائري أن الخبراء العاكفين على وضع التقرير النهائي لأفاق 2050، لديهم عدم يقين لتحديد الاتجاهات المستقبلية لأنها مرتبطة بقضية النمو الاقتصادي، كلما كان النمو متصاعدا في الهند والصين، ستكون الحاجة أكبر باعتبار أن آسيا تقريبا بها أكثر الدول طلبا على هذا المورد الحيوي.
وأشار إلى أنه في نفس الإطار، لاحظنا حالة الاستقرار السياسي والأزمة الأوكرانية كيف أثرت على أوروبا وهنا نتحدث عن تغيير الخريطة من حيث الموردين.
وأوضح قائلا: "مثال على ذلك، قبل 10 سنوات كانت نسبة التبادل التجاري بين الجزائر والولايات المتحدة 21 مليار دولار، 19 مليار منها كلها استيراد أمريكا من النفط والغاز الجزائري، ولكن الأن أصبحت واشنطن بالغاز والنفط الصخري منتجة ومصدرة وباتت تغطي تقريبا 40% من احتياجات أوروبا من الغاز".
وعن الاستثمارات المستقبيلة من الغاز والتحول إلى الطاقة النظيفة، أوضح صايج أن النقطة التي ستظهر بشكل واضح في تقرير 2050 حول الغاز وأفاقه واتجاهاته العامة والانتقال الطاقوي، "سوف يبقى الغاز مشكل تحدي بالنسبة إلى التكامل مع الطاقات المتجددة وهناك تجارب تعرف بالمزيج الطاقوي، بأن تمزج الغاز مع الطاقة الشمسية".
ولذلك فإن خلال الانتقال الطاقوي سيشكل الغاز أحد الموارد التي ستتكيف معها وبالتالي نعتقد بأنه يمكن باستخدام تكنولوجيا أن نستفيد من الغاز وهو بتقرير الخبراء هو أنظف من الطاقات الأحفورية.
وعن دور روسيا في استقرار سوق الغاز عالميا وسلاسل الإمداد، أجاب صايج بأن "أهم شيء في الغاز أنه تقريبا نقسمه بين مناطق جغرافية منفصلة".
وبين أن "هناك السوق الأوروبية، السوق الأسيوي، السوق الشرق أوسطية، وبالتالي تلك الديناميكية التي لاحظناها بمجرد ما تم فرض العقوبات على روسيا تم استثناء الغاز الروسي وأصبحت أوروبا تحصل بشكل أو بأخر على عليه، وفي الهند والصين خاصة مع تصاعد التنمية أصبحوا في حاجة إلى الغاز الروسي ولذلك عمقوا علاقاتهم الاستراتيجية مع روسيا".
وأكد أنه لهذا السبب، "نريد أن نبحث في المنتدى مسألة هل يمكن للغاز أن يبني السلام العالمي بدلا من أن يخلق النزاعات، بالمناسبة روسيا وإيران فاعلان أساسيين يخضعان لعقوبات اقتصادية لكن رغم ذلك أصبحت السوق هي المتنفس إلى استقرارهما".
وانطلقت، في وقت سابق اليوم، الاجتماعات الرفيعة المستوى لفريق الخبراء، في الجزائر العاصمة، بشأن الاستعدادات للقمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، ويأتي انعقاد القمة في ظل توترات إقليمية ودولية، انعكست على عمليات الإمداد حول العالم.
وتتناول القمة التنسيق المشترك بين الدول المنتجة الرئيسية بهدف ضمان استقرار أسواق الغاز العالمية ومواجهة التحديات التي قد تواجه الطلب على هذا المصدر من الطاقة النظيفة خلال المرحلة المقبلة.
ويضم منتدى الدول المصدرة للغاز 12 عضوا دائما (الجزائر، بوليفيا، مصر، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، نيجيريا، قطر، روسيا، ترينيداد وتوباغو، الإمارات العربية المتحدة، فنزويلا) و7 أعضاء مراقبين (أنغولا، أذربيجان، العراق، ماليزيا، موريتانيا، موزامبيق، بيرو).
ويعد المنتدى منظمة حكومية دولية تمثل أهم الدول المصدرة للغاز في العالم، يشكلون معا 70 في المئة من احتياطيات الغاز العالمية المؤكدة، وأكثر من 40 في المئة من الإنتاج المسوق، و47 في المئة من الصادرات عبر الأنابيب، وما يفوق نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي.