وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، إن رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان كان يرى في البداية أن المنبر الوحيد الآمن للتفاوض منذ اندلاع الحرب هو "منبر جدة"، لأنه يعمل تحت رعاية ودعم سعودي وأمريكي.
وأضاف تاور، خلال الفترة الماضية كانت هناك مفاوضات برعاية منظمة "الإيقاد" وتم الاتفاق على أن يكون هناك لقاء في دولة ما، بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع "حميدتي"، وكانت الأمور تسير بشكل جيد، إلا أنه قبل أيام من الموعد رأينا قيام رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، بالتوقيع على اتفاق مع الدعم السريع، الأمر الذي قلب الأوضاع رأسا على عقب، وقامت الخرطوم بتجميد عضويتها في منظمة الإيقاد واتهمتها بلعب دور غير محايد في الأزمة.
وأكمل أنه "بعد واقعة اتفاق أديس أبابا، أعلن البرهان أنه لا تفاوض أو وساطة من أي جهة نظرا لإنعدام الثقة وأن المرجعية الوحيدة والتي يمكن البناء على مخرجاتها هو اتفاق جدة، وأن على الدعم السريع تنفيذ ما جاء في هذا الاتفاق وبعدها يمكن الحديث عن مفاوضات ووساطات".
وحول الأسباب التي أدت إلى قبول الوساطة الليبية يقول تاور، إنه "في ليبيا لم يكن هناك لقاء بين البرهان وحميدتي، بل كانت زيارة كل طرف للعاصمة طرابلس في موعد مختلف عن الآخر، وعلى ما يبدو أن هناك أمورا تحركت في ملف الحل قبل دعوة الطرفين للزيارة، وظهور تركيا خلف الدعوة الليبية والتي تعد من أول الداعمين للحكومة السودانية، أعطى انطباعا إيجابيا لدى البرهان، وهو ما دعا الخرطوم للقبول بمفاوضات غير مباشرة مع الدعم السريع، كما أن تركيا كانت قد أعلنت ضمن عدد من الدول مساهمة كبرى في إعادة إعمار ما دمرته الحرب بعد إحلال السلام".
وأشار الخبير العسكري إلى أن أي مفاوضات قادمة لن تفرض على السودان شروطا ضد مصالحه القومية، خاصة بعد تحسن الموقف العسكري للجيش على الأرض، فقد تقدم الجيش في العديد من المناطق وتحول من استراتيجية الدفاع إلى الهجوم والآن ما يقارب 90 في المئة من مساحة أم درمان بولاية الخرطوم عادت إلى الدولة وسيطرة القوات المسلحة.
وقال تاور، نأمل من الوساطة التركية الليبية أن لا تعارض في البداية "منبر جدة" ولا تخرج عليه، بل تدعم توجهات القوات المسلحة فيما يتعلق بفرض الأمن والاستقرار في البلاد.
وأكد وزير الخارجية السوداني، علي الصادق علي، أمس الثلاثاء، أن "السلطات السودانية وافقت على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع قوات الدعم السريع، بوساطة ليبيا وتركيا".
وقال الصادق، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، على هامش المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا: "ما زلنا متمسكين بضرورة إيجاد حل سلمي عبر المفاوضات، ولكننا في الوقت نفسه نؤكد على أن أي حل يجب أن يرتكز على "منصة جدة"، وسننفذه ومن ثم يمكننا المضي قدما".
وأضاف: "ونحن، انطلاقا من قناعتنا لضرورة إجراء المفاوضات، التي وافقنا عليها على الفور عبر المبادرة الليبية، من المتوقع إجراء مفاوضات غير مباشرة من خلال وساطة ليبيا وتركيا".
وأشار وزير الخارجية السوداني إلى أن "الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في مايو/ أيار 2023، من خلال "منصة جدة"، يتضمن انسحاب قوات الدعم السريع من منازل المدنيين والمؤسسات الحكومية، وإخلاء العاصمة الخرطوم من كافة العناصر المسلحة، غير أن قوات الدعم السريع لم تلتزم ببنود هذا الاتفاق".
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، الأسبوع الماضي، زيارة كل من قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بدعوة من حكومة الوحدة الليبية لبحث إمكانية التوصل لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من 10 أشهر.
وأعلنت حكومة الوحدة الليبية أنها طرحت على الطرفين مبادرة للحل بعد مناقشات مع طرفي الصراع، مؤكدة أنها لاقت ترحيبا من طرفي الصراع هناك.
وتتواصل منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.