وقال فضل في حديثه لـ"سبوتنيك": "نحن نبحث الآن عن السودان الموحد وعن الدولة، إذا ما جدوى التمسك بتعليق عضوية اقتربت من التلاشي؟".
وأضاف فضل: "الأنسب أن ينظر الاتحاد الأفريقي إلى جدوى مبادرته ودرجة فاعليته في إيقاف الحرب ومستوى منفعته للشعب السوداني، لذا عليه أن يعيد عضوية السودان كاملة وبشكل عاجل، من أجل الشروع في تنزيل المبادرة إلى أرض الواقع".
وتابع: "أعتقد جازمًا إذا كان هناك من يملك ذرة حكمة في الاتحاد الأفريقي، لن يتردد لحظة في إنهاء هذا التعليق للعضوية، الذي لم يعد له أي تأثير أو أي منطق سوى أنه مجرد إجراء شكلي لا وجود له الآن، لأننا الآن نبحث عن الدولة نفسها، بل نسأل الاتحاد الأفريقي سؤالا منطقيا، هو أين هي الدولة التي تم تعليق عضويتها؟".
وأشار رئيس الحركة الشعبية إلى أن "عمليات تعليق عضوية أي دولة في الاتحاد الأفريقي بسبب انقلاب عسكري أصبحت غير ذات جدوى، لأنها لا تردع المجموعات التي نفذت الانقلابات ولا تضعفها ولا تؤثر فيها، والشواهد أمامنا كثيرة كالنيجر ومصر وغينيا وبوركينافاسو، وهذا يرجع إلى أن الاتحاد الأفريقي لا يملك قوة ردع جاهزة للتدخل الفوري وحسم الانقلاب".
ومضى فضل، بالقول: "كذلك فإن أغلب دول الاتحاد الأفريقي غير ديمقراطية، وبالتالي فهي لم تكن جادة لردع أي انقلاب عسكري، وما يجري من تعليق لعضوية أية دولة حدث بها انقلاب عسكري، لا يعني سوى إجراءات شكلية لترضية بعض الدول الكبيرة في العالم".
ولفت فضل إلى أنه "إذا كان تعليق عضوية السودان بسبب انقلاب 25 أكتوبر( تشرين أول) 2021، لم يؤثرعلى موقف المجلس العسكري، ولم يؤثر حتى على اقتصاد السودان المتدهور أصلا، ثم بعد أكثر من عام اختلف الانقلابيون وأدخلوا كل البلاد في حرب شاملة، فأين هي تلك العضوية المعلقة؟".
واشترط رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، يوم الأحد الماضي، قبول حلول الاتحاد الأفريقي لتسوية النزاع في البلاد بإعادة عضوية السودان في التكتل القاري، بحسب صحيفة "سودان تربيون".
واستقبل البرهان، وفد الآلية الأفريقية الرفيعة المستوى، الذي يقوده ممثله السامي لإسكات السلاح، محمد بن شمباس، ويضم في عضويته نائب رئيس أوغندا السابق، سبيسيوسا وانديرا، وممثل مفوضية الاتحاد الخاص السابق في الصومال، فرانسيسكوا ماديرا.
وبحسب بيان صادر من مجلس السيادة السوداني، فقد أكد البرهان أن "السودان يثق في الاتحاد الأفريقي وما يمكن أن يقدمه من حلول، شريطة أن تعيد الدولة ثقتها في المنظمة بالتعامل معها كعضو كامل الحقوق".
وأشار البيان إلى أن البرهان قدم إلى وفد الآلية تنويرا شاملا حول تطورات الأحداث، منذ 25 أكتوبر 2021، مشددا على أن ما حدث وقتها لم يكن انقلابًا وإنما فض الشراكة بين المكون العسكري والقوى السياسية لتعثر الوصول إلى توافق.
وكانت مفوضية الاتحاد الأفريقي قد شكلت، في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، آلية رفيعة المستوى من أجل استعادة الاستقرار والنظام الدستوري في السودان، على أن تعمل مع الأطراف العسكرية والقوى المدنية والمجتمع الإقليمي والدولي لتنفيذ ولايتها.
جدير بالذكر أن الاتحاد الأفريقي علّق عضوية السودان بعد الانقلاب الذي نفذه الجيش و"الدعم السريع"، في 25 أكتوبر 2021، قبل أن يندلع بينهما نزاع دموي، ما دعا التكتل القاري إلى تشكيل آلية رفيعة المستوى تعمل على إعادة الاستقرار.