وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن "مدينة القدس وقبل الحرب على قطاع غزة، كانت تشهد موقفًا دوليًا رافضًا ومعارضا للبناء الاستيطاني، لا سيما من قبل الولايات المتحدة لأمريكية، ما أفشل تنفيذ معظم المخططات الاستيطانية التي تم الإعلان عنها، لكن اليوم وخلف ستار الحرب وإعلانات الطوارئ، تستعجل إسرائيل من إجراءات الاستيطان في القدس".
وأكد داوود أن "الشهر الماضي، صادقت إسرائيل على بناء مستوطنة جديدة، وهي الأولى منذ 15 عامًا، وقبل أيام تمت مصادرة 2640 دونما بحجة أنها أراضي دولة"، مؤكدًا أن "القدس تشهد عملية استيطانية كبيرة هذه الأيام"، بحسب قوله.
وأوضح داوود أن "مصادرة هذه الأراضي تأتي من أجل أن تقوم (إسرائيل) بعملية اتصال جغرافي ما بين مستوطنتي كيدار ومعاليم أدوميم الواقعة على أراضي شرقي القدس، إضافة إلى المصادقة على مستوطنة جديدة كانت مجرد بؤرة لا تعترف بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم قامت بالاعتراف بها".
وفيما يتعلق بموقف المجتمع الدولي، قال إنه "دائما ما يكتفي بالتنديد في مسألة البناء الاستيطاني، ويعلن أنه يقف ضد هذه المستوطنات، لكن إسرائيل لا تلتفت للمواقف الكلامية للدول، والدليل التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي، وإجراءات القوة القائمة بالاحتلال مستمرة حتى الآن".
ويرى أن "واشنطن كذلك تكتفي بالمطالبة، لكنها لا تفعل أي شيء على أرض الواقع، وإسرائيل فهمت رسالة المجتمع الدولي وأمريكا بالاكتفاء بالتنديد الكلامي، مع تقديم الدعم لإسرائيل وإنشاء الاتفاقيات والشراكات، لذلك الاستيطان مستمر ومصادرة الأراضي بدون توقف، طالما لم يتدخل المجتمع الدولي".
وصادق مجلس التخطيط الأعلى للإدارة المدنية في إسرائيل، على بناء نحو 3500 وحدة استيطانية جديدة معظمها في مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي مدينة القدس.
وأفادت "القناة 13" الإسرائيلية، يوم الأربعاء الماضي، بأن "مجلس التخطيط الأعلى في إسرائيل، صادق على بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية".
وقالت القناة إن "معظم الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنة معاليه أدوميم شرقي القدس".
وأشاد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، في بيان، بهذه الخطوة مؤكدا على مواصلة جهوده لتعزيز الاستيطان، بحسب قوله.
وبلغ عدد الوحدات الاستيطانية التي تم المصادقة عليها، خلال العام الأخير، 18515 وحدة سكنية، وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد تم "اتخاذ القرار ببناء الوحدات الاستيطانية الجديدة في معاليه أدوميم، في أعقاب عملية إطلاق النار التي حدثت، الشهر الماضي، بالقرب من حاجز الزعيم شرقي مدينة القدس، والتي أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة 8 آخرين".
ويمثل الاستيطان الإسرائيلي أحد أكبر العقبات أمام إحلال السلام، وحجر عثرة أمام المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتؤكد الأمم المتحدة عدم شرعية المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ العام 1967، في الضفة الغربية والقدس الشرقية.