الفرات يتنفس الصعداء بعد ارتفاع منسوبه داخل الأراضي السورية

وأكدت مصادر سورية رسمية لـ سبوتنيك"، تحسن تدفق النهر بعد قيام السلطات التركية، بفتح مياه النهر جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات وذوبان الثلوج المبكر، وذلك بعد حبسها لسنوات ضمن السدود التركية الضخمة المشيدة على طول الحدود السورية - التركية، ما تسبب بكارثة بيئية وزراعية كبيرة في سوريا.

وأفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، أن تدفق المياه ضمن مجرى نهر الفرات في محافظتي الرقة ودير الزور شرقي سوريا، سجل أمس السبت 9 مارس/ آذار الجاري، ارتفاعا جديدا وواضحا وصل إلى أكثر من متر ونصف المتر، ما جعل سرير النهر يمتلئ بالمياه العذبة.

وقال مدير عام مؤسسة المياه الحكومية في محافظة دير الزور، المهندس لورنس الحسين، لمراسل "سبوتنيك"، إن "الوارد المائي ارتفع بشكل جيد وملحوظ خلال الفترة الماضية، حيث وصل التدفق ضمن مجرى النهر إلى ما يقارب 650 مترًا مكعبًا في الثانية".

وأضاف الحسين أنه "خلال السنتين الماضيتين، تراوح التدفق بين 150 و250 مترًا مكعبًا في الثانية، بعد أن كان 500 متر مكعب في الثانية، قبل سنوات الحرب، وذلك في أوقات تعتبر الذروة في الحاجة إلى المياه للري والشرب وتوليد الطاقة الكهربائية في مناطق شرقي سوريا (الحسكة والرقة ودير الزور)".

وكانت السدود السورية الثلاثة المقامة على نهر الفرات (سد تشرين، سد الثورة، سد البعث)، قد تأثرت بشكل خطر ما انعكس سلبا على جميع مناح الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، بسبب قلّة الوارد المائي، الذي يؤثر بشكل مباشر على مياه الشرب والري وتوليد الطاقة الكهربائية.

بدوره، صرح مدير التشغيل والصيانة في مؤسسة "حوض الفرات الأوسط" في محافظة الرقة السورية، المهندس عبد الله آدم، أن "ارتفاع منسوب المياه ضمن نهر الفرات كان له أثر كبير وإيجابي خلال الفترة الماضية على قطاع الري وسقي المزروعات".

وأضاف آدم في تصريح لـ"سبوتنيك": "ضمن المنطقة المحررة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري توجد محطة "مغلة" الرئيسية ومحطتي الرفع في البوحمد والسويدة واللتان ترويان آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية".

وكشف مدير التشغيل والصيانة في "حوض الفرات"، عن أنه "لم يتم تشغيل المحطة بطاقتها القصوى، منذ ثلاث سنوات، بسبب انخفاض نهر الفرات،" مستدركا بالقول: "حاليا، ونتيجة ارتفاع منسوب النهر تم تشغيل المحطات بطاقتها القصوى حسب توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المحطات المذكورة".

منوهًا أن "محطة ضخ الرقة تروي 5000 هكتار ضمن المنطقة المحررة، ومصدر مياه الري خارج السيطرة في مناطق سيطرة قوات "قسد" (الموالية للجيش الأمريكي) ومياه الري الواردة غير كافية للأراضي الزراعية في المنطقة المحررة".

وكانت مصادر رسمية سورية تعمل في مجال الري والكهرباء، قد كشفت خلال السنوات الماضية، لمراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، أن "حبس مياه نهر الفرات بدأت فيها سلطات الدولة التركية، منذ شهر كانون الثاني/ يناير من العام 2021".

كما سجلت المناسيب الاستراتيجية الموجودة في البحيرات الطبيعية والصناعية على طول النهر ضمن الأراضي السورية، انخفاضًا خطيرًا إلى أدنى مستوى، حتى تحولت بحيرات سد "تشرين" بريف حلب إلى ممرات نهرية صغيرة جدًا، مانتج عنه مشاكل فنية ومشاكل في توليد الطاقة الكهربائية، حيث قل مردود العنفة من 105 و110ميغاواط في الساعة إلى نحو 70 ميغاواط في الساعة، فالسد يعمل حاليًا من الساعة الرابعة عصرًا حتى الـ 10ليلًا، بحسب المصادر.