وأضاف البكري، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن شهر رمضان هذا العام يأتي في ظل حرب إسرائيلية وحشية تشهد كل أنواع القتل والتدمير والتشريد والتهجير، وإزالة عناصر الوجود والحياة لقطاع غزة، إضافة إلى الحصار السياسي والاقتصادي ومنع عمليات التنقل بين المدن في الضفة الغربية.
وأكد أن "هذا الحصار ينطبق على المدينة المقدسة، والمسجد الأقصى المبارك، حيث يحول الاحتلال في هذه الأيام المباركة بين المصليين والمسجد الأقصى المبارك، من خلال عمليات التضييق والتشديد على الدخول والخروج للمسجد والمدينة المقدسة، إضافة إلى منع عدد كبير من المواطنين من الدخول، وهو يمثل الشخصيات الدينية والسياسية الكبيرة، وبعض الشخصيات الفلسطينية الأخرى".
وأوضح أن الحالة في رمضان صعبة جدًا على الشعب الفلسطيني كاملا، لا سيما قطاع غزة وهو الأكثر شدة وعناءً، حيث يعيشون حالة من البؤس وحرب تجويع وحصار غير مسبوق على المواطنين، وقتل وإبادة دون توقف في هذه الأيام المباركة، نتيجة للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أشهر وحتى الآن.
وأصبح الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثيا، خاصة مع دخول شهر رمضان، حيث قال مدير مكتب الإعلام الحكومي بقطاع غزة، في تصريحات إعلامية، إن آلاف الفلسطينيين لم يجدوا وجبة يفطرون عليها في أول أيام رمضان، بينما يزيد عدد الأطفال الذين يموتون جوعا كل يوم، إضافة إلى ارتفاع عدد ضحايا سوء التغذية والجفاف.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن عدد الفلسطينيين الذين أدوا صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى وصل إلى 35 ألف شخص في اليوم الأول من شهر رمضان.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قد بعث برسالة إلى رئيس وزراء بلاده، بنيامين نتنياهو، زعم فيها أن "عدم وجود قيود في الأقصى على المصلين، خلال شهر رمضان، غير آمن.
ويأتي تحذير بن غفير، في أعقاب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي، بعدم فرض أي قيود خاصة على دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الحرم القدسي، وكذلك بعد تقديم اللجنة لنتائج التحقيق في مقتل ما يزيد على 45 يهوديا قبل عامين، في واقعة التدافع المميت المعروفة باسم "ميرون" أو "كارثة ميرون".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، عن مقتل أكثر من 31 ألف قتيل ونحو 73 ألف مصاب، إضافة إلى آلاف المفقودين، حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.