بداية يقول أوسان بن سدة، السياسي الجنوبي المقرب من المجلس الانتقالي، إن المجلس يفهم اللعبة التي يديرها الحوثيين (أنصار الله) باستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وقيام الحوثي بتسويق نفسه على أساس أنه مناصر لقضية مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، وفي نفس الوقت يجمع الكثير من الموارد جراء التسويق لما يقوم به، والذي أضر كثيرا بالوضع الإنساني في اليمن.
مواقف ثابتة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن الانتقالي تحدث من البداية أنه ليس مع الفوضى التي يحدثها الحوثي في البحر الأحمر وهي لا تخدم غزة ولا تخدم الوطن العربي بشكل عام ولا القضية الفلسطينية، وتضر بمصر والسعودية والدول المطلة على البحر الأحمر جميعها بشكل عام وتضر بالعالم والمجتمع الدولي وهو ليس معها وسيقف ضدها.
وتابع بن سدة أن "قيام الانتقالي بالدفع بقطع بحرية لتأمين الملاحة لا يعني تأييدا لإسرائيل، لكنه يحاول إزالة اللبس عمن يحاولون استثمار محنة أهلنا في غزة لصالحه سياسيا، الانتقالي منذ البداية أدان الهجمات التي قام بها الحوثيين على السفن الملاحية في البحر الأحمر كما إدانتها السعودية ومصر والعديد من دول العالم".
الصدام المسلح
وحول الموقف الجنوبي مما يجري في قطاع غزة يقول بن سدة: "الجنوب له موقف ثابت من القضية الفلسطينية ليس من الآن، بل منذ ستينات القرن الماضي وشارك في حرب ثلاثة وسبعين بإيقاف ومنع مرور السفن الإسرائيلية أو الداعمة لها، فإذا كانت هناك حرب عربية وموقف عربي متكامل، بكل تأكيد سنكون جزء من هذا الموقف العربي ولن نتوانى، ولكن يجب أن نكون واضحين أن الحوثي يستثمر فقط لصالحه ولم يضر التجارة في ميناء إيلات أبدا، بل تسبب بالضرر لقناة السويس والموانئ السعودية واليمنية المطلة على البحرين الأحمر والمتوسط، لذا فإن المواطن العربي هو المتضرر الأول ولم تتضرر إسرائيل بشكل عام لا من صواريخ الحوثي ولا من استهدافه للسفن في البحر الأحمر".
وأشار بن سدة إلى أن الموقف السياسي للجنوب كان واضحا منذ البداية والمتمثل في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، علاوة على موقفه الواضح من القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين، وسنكون مناصرين لفلسطين متى ما تطلب الأمر وليس بالطريقة العبثية التي يقوم بها الحوثي والذي سنردعه ونقطع عليه ما يقوم به من استثماره لما يحدث، حتى لو وصل الأمر إلى الصدام المسلح في عرض البحر الأحمر مع الحوثي، إذا استمر في استثماره لأوجاع أهلنا في غزة استثمار سياسي لملفات داخلية يمنية.
الدفاع عن الجنوب
من جانبه يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني، العميد ثابت حسين، الانتقالي ممثل شعب الجنوب والقوة المسيطرة والأكثر الشعبية والمدعومة من شعب الجنوب، ويعمل من أجل تأمين والدفاع عن الجنوب أولا وعن مياهه الإقليمية.
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن تأمين البحر الأحمر والأصح أن تأمين منطقة باب المندب هو مسئولية جنوبية بحتة في ظل تراخي الدولة وتراخي الشرعية ومحاولة الحوثيين لعرقلة الملاحة البحرية.
وأضاف حسين أن ضرب باب المندب من قبل الحوثيين (أنصار الله) يعني عرقلة الملاحة، وكل اعمالهم هذه لا تستهدف إسرائيل ولا أمريكا، هي تستهدف مصر لأنها تسيطر على قناة السويس التي تعتمد بالأساس على مضيق باب المندب الذي يعتبر جنوبيا.
وأشار الخبير العسكري إلى أن أي عمل يقوم به الانتقالي في اتجاه تأمين الملاحة البحرية هدفه الأساسي حماية مصالح شعب الجنوب ولا علاقة له بأمريكا أو إسرائيل.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، قد أعلن الأحد الماضي، إدخال عدد من القطع والآليات الحربية الجديدة، التابعة للقوات البحرية، إلى الخدمة العسكرية، في إطار جهود حماية المياه الإقليمية والملاحة الدولية.
وتصاعد التوتر جنوب البحر الأحمر، بعدما أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية استهداف سفنًا تقول إن لها صلة بإسرائيل أو متجهة إليها أو قادمة منها، ردًا على الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الخارجية الأمريكية، تصنيف "أنصار الله" منظمة إرهابية عالمية، وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا، هجوما واسعا على مواقع عسكرية لـ"أنصار الله" في اليمن.