وقال العلماء: "مثل هذه القدرة ليست نموذجا على الإطلاق بالنسبة للحيوانات بهذا الحجم. لشرح آلية ارتفاع الصوت هذا، قمنا بتصوير ثلاث سمكات من هذا النوع في حوض السمك باستخدام التصوير الأسرع من الصوت على الكاميرات التي تلتقط ما يصل إلى 8 آلاف صورة في الثانية. يتم إصدار الصوت بهذه الطريقة بسرعة عالية، حيث رأينا تقلص مثانة السمكة في صورة واحدة فقط".
وبما أنه لا يمكن لأي عضلة معروفة أن تنقبض بهذه السرعة، فقد اضطر فريق الباحثين إلى اللجوء إلى التصوير المقطعي المحوسب، واكتشفوا أن الأسماك لديها عضلات خاصة، عندما تنقبض، فإنها تسحب ما يسمى بالغضروف الطبلي الموجود داخل العضلة، وعندما تسترخي بشكل حاد، فإنها تصطدم بمثانة السمكة، ثم تعود إلى وضعها الأصلي.
ويعتقد العلماء أن هذه القدرة تساعد الأسماك على التفاعل، حيث إنها تعيش في مياه عكرة ولا يزيد مدى رؤيتها عن 5 سنتيمترات، وعلى مسافة سنتيمتر واحد، تبلغ قوة الصوت منها 147 ديسيبل. وللمقارنة، فإن قوة الصوت الصادرمن المحرك النفاث على مسافة 100 متر هو 140 ديسيبل "فقط"، علاوة على ذلك، فإن الأعضاء التي تولد هذا الصوت تقع على مقربة من جهاز السمع الخاص بالأسماك.
ويتساءل العلماء متعجبين: "يظل لغزًا كيف لا تصاب هذه الأسماك بالصمم؟".
يعتبر جنس "Danionella" من أسماك "الكارب" ذات الزعانف الشعاعية أحد أصغر الفقاريات في العالم، طول السمكة 10-12 ملم، ليس لها حراشف، وجسمها ورأسها شفافان للغاية بحيث يمكن رؤية دماغها الحي، وهي الأصغر بين جميع أنواع الفقاريات المعروفة.