يأتي هذا الاحتفال كتعبير عن الفرحة والسرور بقرب حلول شهر الصوم، ويقام في "أحد المرفع" أي في آخر يوم قبل بدء الصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية الشرقية.
ومع بداية اليوم، تجمع العشرات من الشباب والفتيات في شوارع المدينة، حاملين أقنعة ومرتدين أزياء مستوحاة من تقاليد قبائل سكان أمريكا الجنوبية وأفريقيا قديما، وقد طلوا أجسادهم بألوان زاهية تشمل الأسود المصنوع من الفحم والمغرة، إضافة إلى الأحمر والأصفر، ومن ثم انطلقوا في موكب بهيج في شوارع الميناء القديمة بطرابلس، على وقع طبول واستعراضات من المشاركين.
ويُعد "مهرجان الزامبو" تقليدًا قديمًا يُعرف في المدينة منذ مدة طويلة، حيث يعكس رموزًا وقيمًا تاريخية مرتبطة بالتحول من الوثنية إلى المسيحية، وفقًا لتصورات أبناء طائفة الروم الأرثوذكس.
وقال بشارة حسن، أحد منظمي المهرجان لـ"سبوتنيك"، إن "هذا الكرنفال انطلق قبل 100 عام، واليوم توسع نتيجة وسائل الإعلام ونال شهرة في لبنان، والشباب يرتدون أزياء تعبّر عن الحقبة الوثنية ويجولون في شوارع الميناء مع قرع للطبول وشعارات هندية وأفريقية وصولا إلى البحر، حيث يقفزون فيه ويعمدوا إلى إزالة الألوان والأزياء تعبيرا عن الانتقال من الوثنية إلى الإيمان".
وتابع: "المهرجان يشارك به شريحة واسعة من كل الأطياف والمناطق تعبيرا عن أن الميناء مدينة للتعايش، والكرنفال جميل جدا ذو طابع سياحي أيضا وهو فريد من نوعه وحصرا بمدينة الميناء وينتقل من جيل إلى آخر".
وشارك المئات في الكرنفال من كل الفئات العمرية ومختلف المناطق اللبنانية في الكرنفال، وتولى عدد من الشبان والشابات الرسم على وجوه المشاركين طوال وقت المسير في الشوارع.
وعلى الرغم من المواقف المعارضة للكرنفال، التي صدرت من الكنيسة الأرثوذكسية في السنوات الأولى، إلا أنه أصبح جزءًا من الفولكلور المحلي والتقاليد الشعبية، وتبرز أهميته كنشاط اجتماعي وفني وثقافي يجذب الأضواء إلى المدينة سنويًا.