وفق الخبراء، فإن روسيا كان لها دورها الأساسي والمستمر في الدفع نحو تعدد القطبية، والذي يرسخه فوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية جديدة، بعد أن حصل على نسبة 87.28% من الأصوات، ونيكولاي خاريتونوف حصل على 4.31% من الأصوات، وفلاديسلاف دافانكوف - 3.85% من الأصوات، وليونيد سلوتسكي - 3.2% من الأصوات، وفقًا لبيانات لجنة الانتخابات المركزية بعد فرز 100% من أوراق الاقتراع.
يقول نائب رئيس البرلمان الجزائري موسى خرفي، إن فوز الرئيس فلاديمير بوتين، يؤكد دوره القيادي القوي وشعبيته الكبيرة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرئيس الروسي كانت مواقفه مشرفة من الحرب على غزة. متابعًا: "نحن نقف إلى جانب الدولة الروسية ونؤيد وندعم الرئيس الروسي في مواقفه المشرفة، كما نتمنى كل التقدم والرخاء للشعب الروسي بقيادة فلاديمير بوتين".
وتابع: "كانت الأزمة في غزة كاشفة بقدر كبير حيث ظهرت الولايات المتحدة بوجهها الحقيقي كما الغرب الداعم بالمال والسلاح لدولة الاحتلال الإسرائيلي في كل جرائمها التي تقوم بها في غزة".
في الإطار، قال رشيد ساري رئيس المركز الأفريقي لدراسات السياسة والرقمنة، إن المؤشرات الاقتصادية في روسيا مطمئنة وتبرهن اختيار الشعب الروسي للرئيس فلاديمير بوتين مجددا.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن نسبة الاستدانة الخارجية انتقلت من 45 مليار دولار إلى 36 مليار، واستقرت معدلات النمو رغم الأزمة في أوكرانيا.
ويرى أن روسيا لم تتأثر بالأزمة في أوكرانيا، بينما يحصي الغرب خسائره والتي وصلت لأكثر من تريليون و300 مليون دولار.
يشير ساري إلى أن الدينامية التي شهدتها روسيا خلال عهد بوتين كانت لافتة، إذ عقد مجموعة من التحالفات مع الدول العربية، وكذلك توسع مجموعة "بريكس" والقمة الأفريقية الروسية، في إطار بناء عالم ومنظومة دولية جديدة.
وأشار إلى أن الدور الذي تقوم به روسيا في إطار ترسيخ النظام العالمي الجديد، والتعامل بالعملات البينية، وكذلك مساعدة الدول النامية، يعزز من حضورها على المسرح الدولي بقوة خلال الفترة المقبلة، في مجابهة لنظام الغرب الذي دام لفترات طويلة.
وقال المحلل الاستراتيجي محمد سعيد الرز، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن هذا الفوز يعني تجديد ثقة الشعب الروسي بزعيمه، الذي استطاع تجاوز التداعيات الكبرى والخطيرة لعملية التحول في الاتحاد الروسي، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بنجاح كبير وسريع داخليا وعلى مستوى الساحة الدولية، وكانت سمات هذا النجاح تتمثل في تعزيز المؤسسات وتمكين الاقتصاد وانتهاج طريق الديمقراطية التعاونية المنفتحة، التي تتواكب مع طبيعة الشعب الروسي وتطلعاته في حماية وحدة الجبهة الداخلية وإطلاق الفرص أمام المبادرات الحية والخلاقة على مختلف الصعد.
وتابع الرز، قائلا: "استطاع بوتين استعادة الحضور السياسي للدور الروسي عالميا رغم كل العوائق، التي وضعها الغرب في طريقه وتعددت المبادرات والمشاريع التنموية الروسية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومعها اتفاقات التعاون، وكذلك على مستوى الدور الأساسي في منظومة دول البريكس ومنظمة شنغهاي ومنتدى دول العالم، ما يدفعنا للتأكيد على أن الاتحاد الروسي بقيادة بوتين، لعب دورا أساسيا في تراجع المنطق الإمبراطوري الاستعماري العالمي للولايات المتحدة الأمريكية، وكسر احتكار القطبية الواحدة لمصلحة تعدد الأقطاب".
وحصل المرشح والرئيس الحالي الروسي، فلاديمير بوتين (الذي رشح نفسه) على 87.28% من الأصوات، ورئيس لجنة مجلس الدوما لتنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي نيكولاي خاريتونوف حصل على 4.31% من الأصوات، ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي ليونيد سلوتسكي، 3.2% من الأصوات، ونائب رئيس مجلس الدوما فلاديسلاف دافانكوف (حزب "الناس الجدد") - 3.85% من الأصوات.
وحدد المجلس الفيدرالي الروسي موعد الانتخابات الرئاسية في 17 مارس/ آذار 2024، واستمر التصويت لمدة ثلاثة أيام، 15 و16 و17 مارس الجاري، وكان هناك أربعة مرشحين مسجلين في لجنة الانتخابات المركزية الروسية يتنافسون على منصب رئيس الدولة وهم ليونيد سلوتسكي، ونيكولاي خاريتونوف، وفلاديسلاف دافانكوف، وفلاديمير بوتين.