الرقصة المولوية الصوفية.. جمال روحاني خلال فعاليات "صيدا مدينة رمضانية"

عندما يحل شهر رمضان المبارك، تمتلئ مدينة صيدا بلوحات فنية وثقافية تعكس جمالها الروحي والتاريخي، ومن بين هذه اللوحات، تتألق الرقصة المولوية الصوفية كأحد أبرز عروض الموسم.
Sputnik
وفي إطار فعاليات "موسم صيدا مدينة رمضانية"، شهدت المدينة القديمة عرضاً متميزاً للرقصة المولوية الصوفية، حيث اجتمع الناس من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، يحملون في قلوبهم شغف الاستمتاع بروحانية الفن الصوفي وتعبيراته الفريدة.
تنوعت الجماهير التي حضرت العرض، حيث امتزجت أصوات الصغار والكبار، في تعبيرهم عن إعجابهم بالفن الصوفي، فقد كان للرقصة المولوية الصوفية جاذبيتها الخاصة، حيث تجسدت في أداء متقن وحركات تعبيرية تنقل الروحانية والانسجام مع الموسيقى الصوفية التي تعبق بالسكينة والهدوء.
الرقصة المولوية الصوفية جمال روحاني خلال فعاليات "صيدا مدينة رمضانية"
وقال الراقص الصوفي أحمد شعبوق لـ"سبوتنيك": "من ابتكر رقصة الدراويش أو كما يطلق عليها في مجتمعنا بالمولوية هو مولانا جلال الدين الرومي، وأسسها لكي يعبد الله بطريقته الخاصة وهي صوفية، نحن عندما نؤدي فإننا نلتف عكس عقارب الساعة ونعبر بأيدينا لرموز عبادية، ورمضان شهر فضيل ونحن نقدم رمضان بطريقتنا ورقصتنا ودعائنا".
والرقصة الصوفية، المعروفة أيضاً برقصة المولوية، هي تجربة فنية وروحية تعكس تعاليم وفلسفة الصوفية، تمتاز هذه الرقصة بأنها "تتجاوز مجرد حركات جسدية إلى أبعاد أعمق تعبر عن اتحاد الروح بالإله وسعي الإنسان لتحقيق الوحدة مع الكون".
الرقصة المولوية الصوفية جمال روحاني خلال فعاليات "صيدا مدينة رمضانية"
وتتميز الرقصة الصوفية بأداء متأنٍ وتركيز عميق، حيث يتحرك الراقصون بتناغم مع الموسيقى الصوفية، ويستخدمون الحركات الدائرية واللفات والانحناءات كوسيلة للتعبير عن التوازن والانسجام الروحي، تترافق الرقصة الصوفية عادةً مع الغناء الديني والذكر الصوفي، مما يجعلها تجربة فنية متكاملة تسعى للارتقاء بالروح والوصول إلى القرب من الله.
وتعد مدينة صيدا مقصداً للسياح والزوار خلال شهر رمضان، حيث يتوافد الناس من مختلف المناطق للاستمتاع بجمالياتها وروحها الفريدة، وتعتبر الفعاليات الفنية والثقافية جزءاً لا يتجزأ من هذا الموسم، حيث تضفي على المدينة نكهة خاصة وتجذب الزوار والمهتمين بالفن والثقافة.
الرقصة المولوية الصوفية جمال روحاني خلال فعاليات "صيدا مدينة رمضانية"
وفي السياق ذاته، قالت وفاء شعيب عضو مجلس بلدية صيدا ورئيسة لجنة النشاطات إن "صيدا كعادتها تستقبل الشهر الفضيل بمؤسساتها وجمعياتها ومتاحفها وأنشطتها، ولكن هذا العام يحل الشهر الفضيل بغصَّة ووجع وحزن نظرا للظروف التي يمر بها جنوب لبنان الحبيب وغزة، ونحن قررنا تحدي الظروف ونترك مساحة فرح لأهالي المدينة وللوافدين عليها لنثبت أننا نحب الحياة وشهر رمضان ونعيشه بالرغم من الظروف التي نمر بها مع احترام ومراعاة الوضع في الجنوب".
وبعد الإفطار، تزدحم شوارع صيدا بالناس الذين يبحثون عن الاستمتاع بالأجواء الرمضانية الساحرة، ولا شك أن الرقصة المولوية الصوفية تأتي كإضافة مميزة إلى جانب الشوارع والمقاهي الأثرية والتقليدية، التي تعزز من جاذبية المدينة وتجعلها وجهة مفضلة للزوار.
مناقشة