وفي شهر رمضان، تتكاتف الجهود لإطعام النازحين في رفح، ضمن مبادرات تطوعية، ومن بين هذه المبادرات مبادرة حنين عطالله ورفاقه، الذين بادروا إلى طهي الطعام على نار الحطب وتقديمه للنازحين في رفح.
وقال حنين، لوكالة "سبوتنيك"، عن مبادرته:
كنا نعمل في بني سهيلا شرقي خان يونس، طهاة في مطعم، وبسبب القصف نزحنا إلى رفح، ومع حلول شهر رمضان، جاءت فكرة إطعام النازحين خاصة بعد توفر معدات الطبخ، وبمساعدة متطوعين، قمنا بتحضير الطعام وتوزيعه على النازحين في رمضان.
متطوعون يطهون الطعام على الحطب للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضاف حنين: "هذه المبادرة شبابية، وهدفنا هو إطعام النازحين الذين لا يستطيعون تأمين وجبات الطعام، فالأوضاع المعيشية داخل مخيمات النازحين صعبة للغاية".
طعام على نار الحطب
ويضطر حنين والمتطوعون معه، إلى إشعال الحطب خلال تجهيزهم للطعام، بسبب عدم توافر غاز الطهي، لكن الحطب لا يبدو بديلًا جيدا، نظرًا لتكلفته العالية وتلويثه للبيئة وقرب نفاد الكميات المتاحة منه مع زيادة الطلب عليه ما يجعله بديلًا غير مستدام، ويهدد بإغلاق المطابخ وعدم القدرة على إطعام الأفواه الجائعة.
وقال حنين: "يتنوع الطعام الذي نقدمه بين العدس والأرز والفاصولياء والبازلاء وغيرها، والصعوبات التي تعيق عملنا، تتمثل بجلب المياه الصالحة للطبخ من مكان بعيد وبتكلفة عالية، وثانيًا الحطب الغالي الثمن، وثالثًا صعوبة توفير توابل الطعام التي نحتاجها لصنع الطعام بأفضل صورة".
متطوعون يطهون الطعام على الحطب للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويعمل حنين وفريقه ساعات عدة يوميًا لصنع الطعام، ويبذلون جهدًا كبيرًا لجلب المياه وإشعال النار، وعلى عربة يجرها حمار ينقلون الطعام لتوزيعه على النازحين، ومن بين النازحين الذين قدموا للحصول على طعام للإفطار، النازح، جمال محمود، والذي اضطر للنزوح من شمال القطاع إلى رفح بسبب اشتداد القصف.
وقال جمال، لوكالة "سبوتنيك"، عن المبادرة:
هذه مبادرة رائعة، وذلك لأن الوضع في قطاع غزة في ظل الحرب صعب جدًا، فلا يوجد سلع أو مواد غذائية، وإن وجدت تكون بسعر مرتفع جدًا، فكيلو الأرز مثلا يباع في السوق بمبلغ 50 شيكل (13.5 دولار)".
وأضاف: "نأتي إلى هنا كل يوم للحصول على بعض الطعام للإفطار، واليوم حصلت على عدد من وجبات الأرز والفاصولياء لعائلتي، وأتمنى استمرار هذه المبادرات خلال شهر رمضان".
متطوعون يطهون الطعام على الحطب للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتختلط رائحة الطعام المطهو، في قدور واسعة، بالدخان المنبعث من نار الحطب، بينما يلوح المنتظرون بأوانيهم الفارغة طلبًا لوجبة تسد رمقهم، ويسعى حنين والمتطوعون معه إلى الاستمرار في هذه المبادرة طيلة أيام شهر رمضان، لكن الطعام الذي يتم إعداده يوميًا لا يكفي لعدد النازحين الذين يأتون للحصول على بعض الطعام للإفطار.
ويعاني سكان قطاع غزة من شح في المواد الغذائية، وقصور المساعدات الدولية في سدّ العجز الذي تسبّبت به الحرب المستمرة، للشهر السادس على التوالي، حيث تمنع إسرائيل إدخال المساعدات الإغاثية إلى القطاع.
متطوعون يطهون الطعام على الحطب للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويأمل قرابة 1.5 مليون نازح في رفح بانتهاء الحرب، والعودة إلى بيوتهم في شمال ووسط القطاع المحاصر حتى وإن كانت ركامًا، لأنهم يعيشون في ظروفٍ "مروّعة"، بحسب ما وصفها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين، جيمي ماكغولدريك، الذي قال إن "الجوع وصل إلى مستويات كارثية خاصة في شمال غزة".
متطوعون يطهون الطعام على الحطب للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع للشهر السادس على التوالي، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبب بنزوح 1.7، من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة، وفي اليوم 165 للحرب على القطاع ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 31,819، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وارتفعت الإصابات إلى 73,934، في حين لا يزال آلاف من الضحايا تحت الأنقاض.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنّ مقاتلون من حركة حماس الفلسطينية، هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، وردًا على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن "130 أسيرًا ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصًا خطفوا في 7 أكتوبر(الماضي)".