ومنذ تأسيسها عام 1948، أصبحت إسرائيل تحصل على دعم عسكري أمريكي ثابت في وقت السلم وغير محدود في وقت الحرب، باعتبارها أهم حليف عسكري لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط.
لكن منذ بدء حربها على غزة إثر إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تسبب الجيش الإسرائيلي في مقتل نحو 32 ألف شخص وإصابة نحو 74 ألفا آخرين، وهو ما تسبب في تحريك الرأي العام العالمي ضدها حتى في داخل الولايات المتحدة الأمريكية وباقي حلفاء إسرائيل في أوروبا.
ونتيجة للضغوط الشعبية، بدأت واشنطن والعواصم الأوروبية الضغط على إسرائيل بتصريحات علنية تطالبها بحماية المدنيين، وهي النداءات التي لم توقف إسرائيل بصورة دفعت تلك الحكومات لتأخير بعض إمدادات الأسلحة التي من المفترض إرسالها إلى إسرائيل خاصة بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته على خطط الجيش الخاصة بتنفيذ عمليات عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، التي يوجد بها نحو 1.4 مليون نسمة.
وفي الوقت الذي تثار فيه أنباء خلافات بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الحرب في غزة، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول إسرائيلي تحذيره من أن بطء إمدادات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل يضغط على جيشها ويمكن أن يتسبب في خسارة الحرب، خاصة مع نقص أسلحة مهمة مثل قذائف المدفعية 155 ملم وقذائف الدبابات 120 ملم إضافة إلى بعض أنظمة التوجيه الحساسة.
واليوم الثلاثاء، طالب وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، بإنهاء اعتماد بلاده على الأسلحة الأمريكية، ومحاولة إنتاج الأسلحة بنفسها.
وتمتلك إسرائيل 619 طائرة حربية غالبيتها طائرات متطورة حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية مثل "إف - 15 آي" ثاندر، التي تستخدمها إسرائيل منذ عقود، وهي مقاتلة وقاذفة يمكنها خوض معارك جوية وتنفيذ عمليات قصف بعيدة المدى، وتصنف ضمن طائرات الجيل الرابع.
كما أصبحت إسرائيل الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي حصلت على عشرات الطائرات من المقاتلة الشبحية الأمريكية "إف - 35"، التي تنتمي إلى الجيل الخامس، إضافة إلى أسطول كبير من مقاتلات "إف - 16"، التي باعت بعضها لدول أخرى بعد الحصول على "إف - 35".
وتوفر الولايات المتحدة الأمريكية الدعم الفني اللازم لإسرائيل لتطوير صناعاتها العسكرية منذ عقود، وشمل ذلك تطوير منظومات الدفاع الجوي المختلفة، التي تعمل في مدى قصير ومتوسط وعال، إضافة إلى الإمدادات الخاصة بالتقنيات العسكرية المختلفة الخاصة بالعمليات القتالية.
وإضافة إلى ذلك توفر الولايات المتحدة الأمريكية دعم كبيرا للجيش الإسرائيلي في مجال الذخائر المختلفة وخاصة ذخائر المدفعية عيار 155 ملم، وذخائر الدبابات عيار 120 ملم، وهي ذخائر مهمة جدا لتنفيذ الدعم النيراني لأي عملية برية.
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية توفر الدعم اللوجيستي لإسرائيل إضافة إلى الدعم المعلوماتي الذي يتم تقديمه بواسطة وسائل الرصد الخاصة بها في البر والبحر والجو.
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع منذ أكثر من 5 أشهر، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبّب بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثار أزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية.
ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وشنت هجوما كبيرا على غزة أودى بحياة نحو 32 ألف فلسطيني حتى الآن، غالبيتهم العظمى نساء وأطفال، حسب وزارة الصحة في غزة، إضافة إلى نحو 74 ألف مصاب.
وفي غضون ذلك تتواصل مساعٍ إقليمية ودولية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.