واستخدم العلماء في بحثهم الجديد، أداة تحرير الجينات الحائزة على جائزة "نوبل"، (كريسبر/كاس9)، التي يتم استخدامها لتغيير الحمض النووي للحيوانات والنباتات والكائنات الحية الدقيقة بدقة عالية للغاية، وقد أحدثت هذه التكنولوجيا ثورة في علوم الحياة الجزيئية، وفتحت فرصا جديدة لتكاثر النباتات، وساهمت في تطوير علاجات جديدة للسرطان، وفقا لموقع "New Scientist".
وتعمل أداة "كريسبر" مثل المقص، إذ تستهدف الحمض النووي لفيروس نقص المناعة البشرية على المستوى المجهري، وتقطع جميع البصمات الفيروسية في نقاط محددة في الخلايا المصابة، وهو ما يتيح القضاء على الجينات غير المرغوب فيها، أو إدخال مواد وراثية جديدة إلى الخلايا.
وفيما لفت الباحثون إلى أن إنجازهم العلمي يشكل "تقدما محوريا نحو تصميم استراتيجية علاجية"، فقد شددوا أن عملهم يظل مجرد "دليل على المفهوم"، ولن يصبح علاجا لفيروس نقص المناعة البشرية في أي وقت قريب.
وقالت عالمة الفيروسات الجزيئية والمؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة إيلينا هيريرا كاريو من المركز الطبي بجامعة أمستردام، إنهم يهدفون إلى تقديم علاج يمكنه معالجة سلالات متعددة من فيروس نقص المناعة البشرية بشكل فعال.
يشار إلى أنه كانت هناك مساعي علمية أخرى، استخدمت أداة تحرير (كريسبر/كاس9) ضد فيروس نقص المناعة البشرية، وفي إحدى هذه المشاريع، كشفت شركة "Excision BioTherapies" أنه بعد 48 أسبوعا، لم يظهر على 3 مشاركين مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، أي آثار جانبية مثيرة للقلق.
لكن أكد خبير الفيروسات، الدكتور جوناثان ستوي، في معهد فرانسيس كريك بلندن، في تصريحات إعلامية، أن القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية من جميع الخلايا المصابة في الجسم كان "صعبا للغاية".
وشدد على أنه "لذلك يبدو من المحتمل أن تمر سنوات عديدة قبل أن يصبح أي علاج قائم على تقنية "كريسبر" روتينيا - حتى على افتراض أنه يمكن إثبات فعاليته".
تجدر الإشارة إلى أنه يمكن لأدوية فيروس نقص المناعة البشرية المتوافرة حاليا، أن توقف الفيروس، ولكن لا تقضي عليه.