صراعات مسلحة
اعتبر المحلل السياسي الليبي، محمد أمطيريد، أن "تصنيف ليبيا كدولة تضم خلايا إرهابية كان في السابق خطير جدا، واليوم أصبح في درجة تأهب، لا يمكن القول إن ليبيا بلد لا تضم خلايا من التنظيمات الإرهابية، لأن هناك مرتزقة سوريين يتواجدون في العاصمة طرابلس، إلى جانب بقايا أنصار الشريعة وقواعدهم وأعلامهم في بعض المناطق".
وقال أمطيريد في تصريحات لـ"سبوتنيك": "يجب أن يعي الناس أن خطر الإرهاب لا يزال موجود في ليبيا وفي العاصمة تحديدا، لقد انتهى الإرهاب في الشرق والجنوب، ولكن خطر الإرهاب لا يزال يدق في أي لحظة".
وأضاف أنه "لا يمكن تخمين متى سينتهي هذا الإرهاب، ولكن في حالة وجود دولة واحدة بجيش قوى ربما ستتخلص ليبيا بأكملها من الخلايا الإرهابية".
وتابع: "بالإضافة إلى إعلان وزير الداخلية الليبي، عماد الطرابلسي، عن تطهير زوارة من مهربين الوقود، فإن هذا يعتبر تحديا كبيرا للقضاء على منبع الجريمة المنظمة في هذه البقعة الجغرافية بالتحديد، وأن هذه المشكلة ردودها خطيرة علي الصعيد الجهوي، خاصة وأننا نتحدث هنا عن منطقه حساسة من تكوين الأمازيغ، والتي تعتبر جزءا من مكونات ليبيا".
واعتبر أمطريد أن "هذا الأمر مؤشر خطير علي سيادة ليبيا مستقبلا، إذ تشهد البلاد اليوم تغيرات على النسيج الأمني وخاصة في غرب البلاد، وهذا دليل بعد زيارة مندوبية أمريكية جعلت من بعض الشخصيات التي تحكم بقوة السلاح أن تهرول إلى تنظيم صفوفهم أمنيا، حتي لا يكونوا خارج اللعبة السياسية، واعتبار كل شخص يبحث عن ورقه لإثبات أنه الأجدر للتواجد في المعادلة السياسية القادمة".
وأشار إلى أن "التحشيد الأهلي الذي حدث في مدينة مصراتة المطالب بالتغيير هو أمر صحي، ربما البلاد بحاجة إلى تغيير سياسي، خاصة بعض الشخصيات القيادية التي بقت في المشهد السياسي بشكل غير شرعي، بسبب الصراعات بين الشخصيات القيادية على المصالح الشخصية".
وأكد بأن "الغالبية اليوم تطالب برحيل بعض الشخصيات"، وأردف: "ربما سنرى تحركات مناهضة في العاصمة طرابلس، خاصة بعد زيارة المندوب الأمريكي وجلوسه في العاصمة بحجة تدريب بعض الكتائب الأمنية، واجتماعه مع بعض الفصائل هناك، الهدف هو مشاركتهم مع الفيلق الأمريكي في عملياته في المنطقة".
وأشار إلى أن "هناك بوادر وتسريبات تقول إن المرحلة القادمة ستكون عسكرية وليست سياسية، وما نراه اليوم هو مشهد عسكري ربما يتحرك في أي لحظة في الغرب الليبي"، متابعا أن "ما يحدث في العاصمة هو الذي جعل من ليبيا دولة هشة أو دولة غير مستقرة سياسية واقتصادية وجعل سيادتها في خطر".
طبول الحرب
من جهته، يرى المحلل السياسي، إدريس أحميد، في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "من أكثر المخاطر التي تهدد الاستقرار في ليبيا هو انتشار السلاح خارج شرعية الدولة، وأن التشكيلات المسلحة في العاصمة أو في المناطق الغربية التي تسيطر على المنافذ وتتقاتل كل يوم".
وتابع: "نحن نعلم أن هناك قرارات دولية تنص على ضرورة جمع السلاح ومعاقبة هذه التشكيلات المسلحة وهذا الأمر لم يتم، وهذا ما يؤكد أن التدخلات الخارجية الأمريكية هي التي تدعم هذه التشكيلات المسلحة، سواء بالصمت أو الدعم، وهذا يشكل إرهابا في حد ذاته، بإغلاق الطرق وغيرها من العمليات الأخرى".
وقال إن "الحكومة لا تستطيع السيطرة على التشكيلات المسلحة، ويبدو أن هذا الفراغ قد يتم استغلاله من بعض الأطراف التي لا تريد الاستقرار حفاظا على مصالحها، وعلى سبيل المثال ما يحدث في منفذ رأس جدير، الذي يشهد حالة من الإغلاق والاقتتال بين التشكيلات المسلحة، وعصابات التهريب التي ترى بأن الحكومة تقوم بدعم تشكيلات على تشكيلات أخرى، هنا لا يمكن اللجوء إلى جمع السلاح وإنهاء وجود هذه التشكيلات لأنها ترى أن هناك تشكيلات أخرى، لا بد من وجود مؤسسة أمنية ومؤسسة عسكرية حقيقية قادرة على بسط السيطرة في البلاد".
واعتبر أحميد أن "السيناريوهات القادمة هي طبول حرب وحالة من عدم الاستقرار، ما لم تقام دولة تحت سلطة واحدة تجمع السلاح من هذه التشكيلات".
وأوضح بأن "تواجد هذه التشكيلات المسلحة بدأت من بداية إعلان تحرير ليبيا في 2011، عندها رفضت هذه التشكيلات جمع السلاح بدخل من دول خارجية، وزاد عددها وانتشرت بشكل كبير من أجل السيطرة على المشهد السياسي في البلاد، وهذا ما يتنافى مع ما يسمى بالتغيير في عام 2011، والتوجه نحو الديمقراطية، إن ليبيا تعاني من العديد من الملفات والمشكلات، أبرزها انتشار السلاح خارج شرعية الدولة".