وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، مساء أمس السبت، بأن الوزير غالانت، سيتوجه اليوم الأحد إلى واشنطن، من أجل أن يستعرض أمام الإدارة الأمريكية خطة "اليوم التالي" لانتهاء الحرب في قطاع غزة.
وأكدت القناة على موقعها الإلكتروني أن غالانت، سيناقش أيضا ملفات عدة أخرى، أهمها كيفية دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ويوم الثلاثاء الماضي، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن يوآف غالانت، يعتزم زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، ليلتقي مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الأمريكية، وهي الرحلة الخارجية الأولى لوزير الدفاع الإسرائيلي، منذ بدء الحرب على غزة.
وأوضحت الإذاعة، في تقرير آخر لها، أنه بناء على طلب الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، سيقوم وفد إسرائيلي آخر بزيارة واشنطن، يترأسه مستشار الأمن القومي تساحي هنغابي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن الوفدين سيناقشان التحرك العسكري المحتمل للجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي غزة، على أن يرافق الوفد (وفد هنغابي وديرمر) ممثل عن الجيش الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس السبت، إنه "حتى بعد العملية العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حركة حماس ستبقى موجودة".
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية، مساء أمس السبت، أن بلينكن، حضر اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لإدارة الحرب على غزة (كابينيت الحرب)، وقال لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والحضور في الاجتماع أنه "حتى لو قمتم بعملية في رفح، فسيظل هناك تحد كبير في غزة يسمى حماس".
وشدد بلينكن على أن الفوضى ستظل قائمة رغم العملية العسكرية المحتملة في رفح، داعيا إلى تشكيل حكومة بديلة تبني مستقبلًا جديدًا لقطاع غزة.
ومن جانبه، رد نتنياهو بأنه "حتى سكان غزة الذين ليسوا من حماس لا يريدون السلام"، مضيفا أنه "أحد أسباب هجوم حماس، في 7 أكتوبر(تشرين الأول الماضي)، هو رغبتهم في تدمير التطبيع مع السعودية"، مشددا على أن "الجمهور في إسرائيل لن يكون مستعدا لدولة فلسطينية كدولة فلسطين".
وسبق لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أول أمس الجمعة، أن حذر من شن إسرائيل هجوما بريا كبيرا في رفح.
وأكد بلينكن، قبل ركوبه الطائرة للمغادرة بعد يوم من الاجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين في تل أبيب، أن "أمريكا تشارك إسرائيل هدفها المتمثل في تصفية حركة حماس الفلسطينية، وضمان أمنها على المدى الطويل، ولكن عملية رفح ليست الطريقة المناسبة لتحقيق ذلك"، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف بلينكن على مدرج مطار بن غوريون: "إن اجتياح رفح يخاطر بقتل المزيد من المدنيين، ويخاطر بإحداث قدر أكبر من الفوضى في إيصال المساعدات الإنسانية، كما أن الخطوة تخاطر بعزل إسرائيل بشكل أكبر حول العالم، وتعرّض أمنها ومكانتها للخطر على المدى الطويل".
وتعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى تل أبيب، هي السابعة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أن تحقيق "النصر الكامل" ضد حركة حماس الفلسطينية، أمر ممكن، لكنه يتطلب دخول إسرائيل إلى رفح من أجل تفكيك كتائبها المتبقية في جنوب مدينة غزة، حيث يحتمي أكثر من مليون شخص، بعد الاستجابة لتوجيهات الجيش الإسرائيلي بالهروب من مناطق الشمال، بحسب قوله.
وتتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 32 ألف قتيل وأكثر من 74 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.