خبير لـ"سبوتنيك": استمرار عمليات "داعش" هي أحد الأسباب الرئيسية لبقاء القوات الأمريكية في العراق

أكد الخبير الأمني العراقي، مخلد حازم الدرب، أن تصريحات السفيرة الأمريكية في العراق حول خطورة تنظيم "داعش" الإرهابي على البلاد لم تكن الوحيدة بل سبقتها تصريحات غربية كثيرة، مشيرا إلى أن تصاعد تلك التحذيرات يؤكد أن بقاء التنظيم هو أحد أسباب الوجود الأمريكي في العراق وسوريا والمنطقة بشكل عام.
Sputnik
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين: "لا يمكن اعتبار منطقة الشرق الأوسط منطقة آمنة وخالية من تنظيم داعش (المحظور في روسيا والعديد من دول العالم)، لأن هذه الورقة (التنظيم) والعمليات التي يقوم بها هي سبب من أسباب بقاء التحالف الذي تقوده واشنطن في المنطقة".
وأضاف الدرب أن "التصريحات الأمريكية واضحة منذ البداية ولم تتحدث قط عن الانسحاب الأمريكي من العراق، وكل ما دار خلال جولات التفاوض والحوار أو من خلال اللجنة العسكرية العليا يتمحور حول جدولة انسحاب قوات التحالف".
رئيس الوزراء العراقي: إنهاء وجود التحالف الدولي وصل لمرحلة متقدمة
وتابع الخبير الأمني: "أمريكا في الأصل باقية في العراق ضمن الاتفاقية الموقعة عام 2008 حتى وإن كانت هناك جولات حوار من اللجنة العسكرية العليا، فهذه الجولات تنظر في أحقية أو قدرة العراق على محاربة عصابات داعش في المرحلة المستقبلية إذا ما تعرض لهذا الاعتداء".
وأشار الدرب إلى أن العمل قد يطول في هذه اللجنة (لجنة الحوار بين العراق والتحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية) ولا يمكن أن نتوقع أن يتم انسحاب القوات بين عشية وضحاها، وبالتالي المتغير قد يتحكم بهذه الجولات وبقرارات الأمم المتحدة فيما يخص وجود قوات التحالف في العراق.
وأضاف الخبير الأمني أن "الجميع يعرف أن وجود قوات التحالف في العراق وسوريا عام 2014 كان لمحاربة عناصر داعش ضمن عمليات العزم الصلب"، وفق وصفه.
وتابع الدرب أن "الكثير من التصريحات من جانب الأمم المتحدة والعديد من الجهات، جميعها تؤكد أن داعش لا يزال يشكل خطرا في منطقة الشرق الأوسط، ورأينا كيف بدأ التنظيم ينفذ عمليات خارج منطقة الشرق الأوسط، وما حصل مؤخرا في موسكو هو دليل على أن داعش لا يزال موجود وهناك أدوات تحركه ضمن خلايا نائمة موجودة، ويمكن أن نسمع عن استهدافات في دول أخرى من أوروبا"، على حد قوله.
الجيش العراقي: مهام التحالف الدولي تقتصر الآن على الإسناد الجوي وليس لديه أي قوات عسكرية على الأرض
وأكد الدرب أن ما يجري من مفاوضات من وجهة نظرنا كعسكريين هي مفاوضات من أجل لملمة الأمور بعض الشيء ولامتصاص الاحتقان الذي حصل في الشارع العراقي في فترة من الفترات، لكن في الموضوع حتى وإن تم الاتفاق على انسحاب قوات التحالف فستتحول هذه العلاقات من علاقات عراقية مع قوات التحالف إلى علاقات ثنائية بين العراق وبين كل دولة من دول هذا التحالف وهم سوف يبقون في العراق لكن بمسمى آخر.
وأعلنت السفيرة الأمريكية لدى بغداد ألينا رومانوفسكي، أن تنظيم "داعش" لا يزال يشكل تهديدا في العراق، وأضافت: "عمل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة مع العراق لهزيمة التنظيم بصورة كاملة لم ينتهِ بعد".
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2017، وبعد نحو 4 سنوات من المواجهة مع تنظيم "داعش" الإرهابي، أعلن العراق تحرير كامل أراضيه من التنظيم، إذ كان التنظيم الإرهابي يسيطر على نحو ثلث أراضي البلاد.
وبعد القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، تكافح السلطات الأمنية العراقية للقضاء على فلوله في مدن نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار وأطراف بغداد.
واحتل التنظيم الإرهابي، على مر السنين، مساحات واسعة من العراق وسوريا، وأكدت السلطات العراقية أكثر من مرة، التزامها بالقضاء على الجماعات الإرهابية في البلاد، وحصر السلاح بيد الدولة.
مناقشة