تخطط المجموعة، التي تضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند والسعودية والإمارات ومصر وإثيوبيا، لإنشاء نظام دفع دولي "بريكس باي" يستند على تقنية "بلوك تشين"، أي على أساس أصول رقمية.
وسيكون من الممكن تجاوز العقوبات والعراقيل الغربية بفضل هذه الآلية اللامركزية، التي ستتضمن عملات متعددة، وستساهم في تعزيز النفوذ الاقتصادي للمجموعة، وتسريع ظهور عملة فوق وطنية.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال المدير التنفيذي لشركة "برافيكا" المتخصصة في تطبيقات البلوك تشين، محمد عبده، إن "تكنولوجيا البلوك تشين هي وسيلة من وسائل حفظ وتخزين البيانات لكن لها صفات تؤهلها لبناء أنظمة دفع تكتسب خصائص غير موجودة في النظام الحالي، وهي سرعة عملية التسوية في المعاملات المالية بين البلدان حيث تستغرق الأنظمة الحالية وقتا طويلا، فيما تتيح تقنية بلوكتشين تقليل هذا الزمن بأكثر من 90 في المئة".
وأكد الخبير أن هذه التكنولوجيا "ستقلل الرسوم الخاصة بالتحويلات المالية بنسبة كبيرة جدا، ما سينعكس إيجابا بخفض أسعار البضائع التي كانت تتحمل رسوم التحويلات، ولهذا فقد اتجهت عدة دول مؤخرا لإطلاق مشروعات خاصة بالعملات الرقمية التي تصدرها البنوك المركزية" .
وحول الوقت اللازم من الناحية الفنية لإنشاء هذا النظام قال عبده إنه "لو توفرت المصادر والإرادة السياسية يستغرق الأمر ثلاثة أشهر لإصدار النسخ الأولية من هذا النظام واختباره، تليها ثلاثة إلى ستة أشهر للتجربة الفعلية، ومن ثم يتم استقبال التغذية الراجعة والملاحظات لإصلاح العيوب خلال ثلاثة إلى ستة أشهر أخرى، ما يعني أنه يمكن تطبيق هذا النظام واستخدامه استخداما فعلية خلال عام من اتخاذ القرار".
من جانبه، أوضح خبير الاقتصاد الدولي، مصطفى البازركان، أن "هذه الخطوة من قبل بريكس كبيرة جدا فالمجموعة تضم اقتصادات متقدمة خاصة بعد انضمام مجموعة دول كبرى مؤخرا مثل السعودية ومصر وغيرها".
وأشار إلى أن "التحويلات المالية بين هذه الدول تتم حتى الآن عبر نظام سويفت ويمثل الدولار نسبة 61 في لاالمئة من هذه التحويلات".
وأكد أن "هذه الخطوة تأتي تتويجا لجهود سابقة من تعزيز علاقات ثنائية بين الهند والصين والإمارات وعدد من دول جنوب شرق آسيا، وبالتأكيد سيكون لها تأثيرات إيجابية على الاقتصاد العالمي وعلى النظام المصرفي الدولي".
ولفت إلى أن "الهدف الرئيسي من إنشاء نظام الدفع الجديد ربما يكون لمساعدة الدول التي تتعرض لعقوبات على تجاوز الصعوبات".
وتوقع البازركان أن "هذه الخطوة قد تشجع المصارف المركزية التي لا تساند العملات الرقمية على اعتماد هذه العملات، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى دعم مالي وتشريعي دولي للاعتماد على هذا الأسلوب من التحويلات المالية".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي