وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش كان قد أعلن في وقت سابق، لكي يتم التعاون مع الآلية الأفريقية واستعادة الثقة فيها، يجب استعادة السودان لعضويته في المنظمة وأن يتم التعامل معه كعضو كامل الحقوق، وهذا ما طرحه البرهان على وفد الآلية الذي زار البلاد في الآونة الأخيرة.
وتابع الزين: ما تقوم به الآلية الأفريقية اليوم من جهد نحن نقدره ونثمنه، لكن نضع التساؤل ما هو المشروع الذي تريد أن تقدمه الآلية في ظل حديثها عن الحل السلمي للأزمة، وأن هناك بلورة وتصور للحل يتم طرحه على جميع الأطراف ويفضي إلى تحقيق السلام والاستقرار، لكن هذا الطرح في ظل الوضع الراهن لا يمكن تحقيقه.
وأشارالزين إلى أن الحكومة السودانية وضعت سيناريو للحل السلمي ووقف الحرب، يكمن في انسحاب قوات الدعم السريع المتمردة من المدن والقرى وهو شرط أساسي، فإذا كانت الآلية الأفريقية تريد أن تحل الأزمة السياسية أو تحل مسألة الحرب أو تكون طرفا محايدا في تلك الأزمة، عليها أن تبدأ بسحب قوات الدعم السريع المتمردة من القرى والأرياف السودانية والمدن وهذا الأمر بالضرورة سيؤدي إلى إيقاف الحرب وتحقيق الاستقرار، وما سوى ذلك من جهود ومبادرات من الصعب جدا أن تصل بالبلاد إلى الاستقرار والحل السياسي.
وفيما يتعلق باجتماعات الآلية الأفريقية مع عدد من القوى السياسية والأحزاب والممثلة في قوى الحرية والتغيير وتنسيق التقدم، فإن كلاهما هو الذراع السياسي لميليشيا الدعم السريع، وفي تقديري أنه من الصعب جدا على الآلية أن تطرح مشروعا سياسيا لحل الأزمة السياسية السودانية، لأنها ما زالت خارج إطار الفهم لطبيعة هذه المشكلة السودانية والتي ليس لها وصف سوى "التمرد" من جانب ميليشيا قوات الدعم السريع وذراعها السياسي والتي ترتبط بتحالفات إقليمية ودولية.
وشدد السياسي السوداني، على ضرورة أن تتفهم الآلية الأفريقية طبيعة ما يدور في البلاد، حيث نرى أن ما يدور عبارة عن مؤامرة إقليمية دولية وفيها مخالب قط وفيها منظومات سياسية وطنية سودانية ، لكن التعميم بأن هناك آلية و تصور ومعالجات لحل الأزمة السياسية السودانية دون إعادة العضوية الكاملة للسودان في المنظمة الأفريقية، فإن هذا يعني فشل الآلية قبل أن تبدأ.
ولفت الزين إلى أن الآلية الأفريقية لا تستطيع تقديم حل نظرا لأنها لا تمتلك قوة نافذة لإلزام قوات الدعم السريع المتمردة بالخروج من المدن، كما أنها لا تستطيع إعادة السودان لعضويته الكاملة في الاتحاد الأفريقي وإعادة الثقة فيما بينهم.
وفي وقت سابق، أكد مجلس السيادة السوداني "استمرار الحرب في السودان حتى النصر".
وقال عضو مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ياسر العطا، خلال حضوره الإفطار الذي أقامته القيادة الجوالة لإسناد عمليات القيادة العامة العسكرية في أم درمان، إنه "لا تفاوض ولا هدنة مع ميليشيا الدعم السريع"، مضيفًا أن "الجيش السوداني لا يتشرف بميليشيا لا عقيدة لها سوى القتل والسلب والاغتصاب"، حسب وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وفي وقت سابق، وجّه عضو مجلس السيادة السوداني مساعد القائد العام للجيش، ياسر العطا، بانتخاب لجان من المقاومة الشعبية لتكوين برلمانات على المستوى الولائي والقومي تتولى مهمة تعيين رئيس الوزراء والولاة.
وقال موقع "سودان تربيون"، إن "توجيهات العطا، تأتي في إطار الدعوات الرافضة لأي سلام مع قوات الدعم السريع وتطالب بحسمها عسكريا واستبعاد القوى السياسية الموالية لها، في حين يطالب أنصار الجيش بتكوين حكومة انتقالية تدير شؤون البلاد تحت إشراف الجيش إلى حين تنظيم انتخابات عامة في البلاد".
ودعا العطا لجان المقاومة الشعبية المؤيدة للجيش إلى انتخاب ممثلين لها على مستوى الأحياء يختارون بدورهم ممثليهم على مستوى المحلية، وأن تنتخب الأخيرة ممثلين لها في برلمان الولاية، الذين بدورهم يختارون نوابا لهم في البرلمان الشعبي الاتحادي الانتقالي، وتابع: "بعدها تجلسوا مع الرئيس ونائبه وتقولوا هذا هو رئيس الوزراء عينه لنا وهؤلاء هم الوزراء".
وتتواصل منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة في السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.