أفضل لاعبي الشطرنج في العالم

حفل تاريخ هذه الرياضة بعدد من الأبطال الذين سجلوا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخها وسجلاتها، حتى أنهم وصوفوا بالأفضل في هذه الرياضة، ولم يتمكن أحد من هزمهم أو تحقيق نتائج مشابهة لما حققوه.

مسيرة ماغنوس كارلسن في الشطرنج مليئة بالإنجازات العظيمة. كان عمره 13 عامًا فقط عندما حصل على لقب الأستاذ الكبير في عام 2004. في عام 2009، حقق كارلسن تصنيفا مثيرًا للإعجاب ما يزيد عن 2800 نقطة في تصنيف Elo، وبعد عام واحد فقط أصبح رقم 1 عالميًا في تصنيف الاتحاد الدولي للشطرنج.

بعد ثلاث سنوات، هزم كارلسن بطل العالم في الشطرنج فيشي أناند في مباراة مكونة من اثنتي عشرة مباراة. فاز كارلسن بالبطولة بعد 10 مباريات فقط وأصبح بطل العالم الجديد في الشطرنج.

في العام التالي، نجح في الاحتفاظ بلقبه في مباراة العودة ضد فيشي أناند وفاز ببطولة العالم السريعة لعام 2014 وبطولة العالم للهجوم الخاطف.

في وقت لاحق من ذلك العام، في مايو/ أيار 2014، وصل إلى أعلى تصنيف بلغ 2882 نقطة، وهو أعلى تصنيف في تاريخ الشطرنج. في عام 2016، نجح في الدفاع عن لقبه للمرة الثانية، وهذه المرة ضد الأستاذ الكبير الروسي سيرغي كارجاكين.

ما يجعل كارلسن واحداً من أعظم لاعبي الشطرنج في كل العصور هو أنه يبدو أنه ليس لديه أي نقاط ضعف. إنه يلعب الشطرنج الاستراتيجي والموضعي، ولكنه نادرًا ما يفوت الفرص التكتيكية - وبعد أن حصل على ميزة طفيفة، يعرف كيفية تحويلها إلى نصر.

بطل العالم الثالث عشر في الشطرنج، حمل اللقب من عام 1985 إلى عام 2000. صعد لأول مرة إلى المركز الأول في التصنيف العالمي في عام 1984 وظل أفضل لاعب شطرنج في العالم حتى عام 2006 . ليسيطر على لعبة الشطرنج لأكثر من 20 عامًا .

بدأ غاري كاسباروف حكم عالم الشطرنج في سن 22 عامًا، ليصبح أصغر بطل عالمي في الشطرنج بلا منازع في عام 1985. وظل رقم 1 حتى تقاعده في عام 2005. ولكن كما يقولون: "كل أستاذ في الشطرنج كان مبتدئا"، وهذا القول ينطبق على البطل أيضا.

بدأ هاري رحلته ليصبح أحد أفضل لاعبي الشطرنج على الإطلاق في سن العاشرة في مدرسة ميخائيل بوتفينيك للشطرنج، في عام 1978، دخل بالصدفة في بطولة شطرنج احترافية، وفاز بها. بحلول عام 1983 كانت في المرتبة الثانية في العالم.

وفي عام 1985، هزم كاسباروف، منافسه كاربوف في مباراة ببطولة العالم، ليصبح أصغر بطل في تاريخ الشطرنج بعمر 22 عامًا ونصف. ودافع عن اللقب ثلاث مرات أمام كاربوف أعوام 1986 و1987 و1990. في عام 1993، قطع العلاقات مع الاتحاد الدولي للشطرنج وأسس منظمة PSA، منذ تلك اللحظة وحتى مباراة بين كرامنيك وتوبالوف في عام 2006، كان هناك بطلان للعالم في الشطرنج.

بعد أن ترك الاتحاد الدولي للشطرنج في عام 1993، ظل اللقب مشتركًا لمدة 13 عامًا. وفي نهاية المطاف، في عام 2000، خسر كاسباروف لقبه لصالح كرامنيك.

وفي عام 2005، أعلن اعتزاله بعد فوزه ببطولة ليناريس المرموقة للمرة التاسعة. لقد كان اللاعب رقم 1 في العالم عندما اعتزل وسيطر بالكامل على لعبة الشطرنج لمدة 20 عامًا.

في عام 2000، هزم كرامنيك، كاسباروف، وحصل على اللقب من أعظم لاعب شطرنج على الإطلاق. استمر كاسباروف في المنافسة في البطولات حتى اعتزاله في عام 2005، حيث كان لا يزال يحتل المرتبة الأولى في العالم.

وبعد ذلك لم يترك كاسباروف عالم الشطرنج بالكامل. ليشارك في مباريات استعراضية ودرب كارلسن وهيكارو ناكامورا . يُعد كتابه "أسلافي العظماء" المكون من خمسة مجلدات أحد أعظم الكتب في تاريخ الشطرنج.

بطل العالم الثاني عشر، حمل لقب الشطرنج من عام 1975 إلى عام 1985، وكان بطل العالم في الاتحاد الدولي للشطرنج من عام 1993 إلى عام 1999. كان كاربوف لاعب شطرنج متعدد الاستخدامات بشكل استثنائي، لكن السمات الرئيسية لأسلوبه تسمى التحكم الموضعي واللعب الوقائي وتقنية نهاية اللعبة الممتازة.

ذهب لقب بطل العالم إلى كاربوف عندما رفض فيشر الدفاع عن لقبه في عام 1975 لأن الاتحاد الدولي للشطرنج لم يوافق على شروطه. دافع عن اللقب مرتين ضد فيكتور كورشنوي في عامي 1978 و1981. في عام 1984، واجه كاربوف كاسباروف في مباراة على بطولة العالم، ليتغير عالم الشطرنج إلى الأبد .

في المجموع، من عام 1984 إلى عام 1990، لعبوا خمس مباريات: فاز كاربوف في 19 مباراة، وكاسباروف في 21، وانتهت 104 بالتعادل.

عندما انفصل كاسباروف عن الاتحاد الدولي للشطرنج في عام 1993، فاز كاربوف بمباراة تحت رعاية هذه المنظمة، جان تيمان ، وفي عام 1996 دافع عن لقبه في مباراة مع جاتا كامسكي وفي عام 1998 مع أناند. في عام 1999، قرر الاتحاد الدولي تطبيق قاعدة خروج المغلوب للعب على لقب البطل، لكن كاربوف رفض اللعب في ظل هذه الظروف.

يظل إبداع كاربوف مصدر إلهام لجميع لاعبي الشطرنج الموضعيين اليوم. تعتبر مجموعة من أفضل ألعابه من أعظم الكتب في تاريخ الشطرنج .

بدأ روبرت "بوبي" جيمس فيشر حياته المهنية في سن الرابعة عشرة. خلال مسيرته، فاز بثمانية بطولات أمريكية للشطرنج، وأصبح أصغر أستاذ كبير (في سن 15 عامًا) وأصغر مرشح لبطولة العالم للشطرنج. في عام 1970، فاز بـ 20 مباراة متتالية في دوري المناطق.

في عام 1972، هزم فيشر سباسكي في "مباراة القرن". أصبح نجاحه في المواجهة مع مدرسة الشطرنج السوفيتية أحد الأحداث البارزة في الحرب الباردة.

كان أسلوبه أصليًا ومبدعًا. لقد هاجم ودافع بنفس القدر من الجودة، وأظهر وعيًا مخيفًا بمواقعه. لقد ألهم فيشر أجيالاً عديدة من لاعبي الشطرنج في الولايات المتحدة وحول العالم.

وتعتبر "لعبة القرن" التي فاز بها من أشهر الألعاب على الإطلاق، ويعتبر كتاب "ألعابي الستين التي لا تنسى" من أفضل الكتب في تاريخ الشطرنج .

أسلوب لعبه يعني أن اسمه هو أحد أشهر لاعبي الشطرنج على جميع المستويات.

ولد هاري بيلسبري في إحدى ضواحي بوسطن (ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية) في عام 1872. أصبح الشاب مهتمًا بالشطرنج في وقت متأخر - لعب هاري أول مباراة له في سن السادسة عشرة. لكن ذاكرته الممتازة وقدرته على التعلم سمحت له بأن يصبح بسرعة أحد أقوى لاعبي الشطرنج في الولايات المتحدة. في عام 1892، استقر هاري في نيويورك ولعب مباراة من ثلاث مباريات مع بطل العالم فيلهلم شتاينيتز. في كل مباراة، أعطى شتاينيتز بيلسبري ميزة بيدق واحد. وفاز الشاب في مباراتين.

كانت المنافسة في هاستينغز بإنجلترا أول بطولة دولية لهاري بيلسبري. كان المشاركون فيها 22 لاعب شطرنج يلعبون مع بعضهم البعض في دائرة واحدة. وصل أساتذة مشهورون في ذلك الوقت إلى هاستينغز: بطل العالم في وقتها إيمانويل لاسكر، وحامل اللقب السابق شتاينيتز، واللاعبين الأوروبيين البارزين - ميخائيل تشيجورين وسيجبرت تاراش.

كان الخصم الأول لبيلسبري هو المعلم المتميز من روسيا ميخائيل تشيجورين. خسر هاري المباراة الافتتاحية، لكنه تعافى بسرعة وأكمل مجموعة هجومية ببراعة في الجولة الثانية. فاز الأمريكي على سيجبرت تاراش. في المباريات الـ 19 المتبقية، خسر هاري مرتين فقط - أمام إيمانويل لاسكر وكارل شليشتر.

وقبل الجولة الأخيرة من المسابقة، كان بيلسبري يتقدم بنصف نقطة على تشيجورين الذي احتل المركز الثاني في الترتيب. لعب هاري مباراة ضد إيزيدور جونسبيرج. وذكر شهود عيان أن بيلسبري كان يعول على التعادل السريع الذي سيكون كافيا في تقديره للفوز بالبطولة. لهذا السبب، لعب هاري بحذر شديد في الافتتاحية. ومع تقدم المباراة، أدرك الأمريكي أن تشيجورين يمكنه الفوز بمباراته الأخيرة في البطولة. إذا كانت النتائج متساوية، أصبح ميخائيل هو الفائز، لأنه هو الذي فاز في المباراة المباشرة مع بيلسبري. تمكن هاري من إكمال مبارزة مع Gunsberg بنجاح والفوز بواحدة من أقوى البطولات في تاريخ الشطرنج.

أداء بيلسبري في هاستينغز لم يمر دون أن يلاحظه أحد من قبل عشاق الشطرنج. أصبح الأمريكي معروفا لعامة الناس، وزادت شعبيته في وطنه عدة مرات. تمت دعوة خمسة من قادة المنافسة في هاستينغز - بيلسبري، تشيجورين، لاسكر، تاراش وستينيتز - إلى البطولة في سانت بطرسبرغ لتحديد أقوى لاعب في العالم. شارك جميع الأساتذة باستثناء تاراش في المسابقة.

كان على أربعة من لاعبي الشطرنج أن يلعبوا بطولة من ست جولات. مع تقدم النصف الأول من المسابقة، لعب بيلسبري بنفس الأسلوب المهيمن الذي لعبه هاستينغز. وحقق هاري خمسة انتصارات وهزيمة واحدة وثلاثة تعادلات (6.5 نقطة من أصل 9)، ليتصدر الترتيب. ويجدر تسليط الضوء على انتصارين للمايسترو الأمريكي في المواجهة مع لاسكر: في الجولة الأولى تحقق الفوز بقطع سوداء.

خلال النصف الثاني من البطولة، أصيب بيلسبري بالمرض. وفشل في الفوز في أي من المباريات الـ9، حيث خسر 6 وتعادل في 3. وتراجع هاري إلى المركز الثالث بفارق نقطة واحدة عن ميخائيل تشيجورين. لا يزال سبب تدهور حالة بيلسبري غير واضح. ومن المفترض أن الأمريكي أصيب بمرض الأنفلونزا، لكن من الممكن أن يكون لمرض الزهري (الذي تسبب في وفاة اللاعب) تأثير كبير على قدرته على ممارسة الألعاب. الفائز بالبطولة كان إيمانويل لاسكر بفارق نقطتين عن فيلهلم شتاينتز.

قام ميخائيل بوتفينيك بتدريب أساتذة عظماء مثل غاري كاسباروف وأناتولي كاربوف وفلاديمير كرامنيك. لم يكن لاعبًا عظيمًا في حد ذاته فحسب، بل ساهم أيضًا بشكل كبير في تطوير بطولة العالم للشطرنج.

في عام 1930 أصبح بطل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. بسبب الحرب العالمية الثانية، لم يتمكن من تحدي ألكين. في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، حصل على لقب "البطل المطلق لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية".

بدأ حكمه العالمي عام 1948 وحافظ عليه حتى عام 1963. دافع عن لقبه ضد ديفيد برونشتاين في عام 1951 (انتهت المباراة بالتعادل)، ثم مرة أخرى في عام 1954 بعد تعادل آخر مع سميسلوف. وسرق سميسلوف، اللقب من منافسه في عام 1957، لكن بوتفينيك استعاد اللقب في مباراة العودة في عام 1958. وفي عام 1960، فاز ميخائيل تال باللقب، لكن بوتفينيك تمكن من استعادة اللقب مرة أخرى في مباراة العودة عام 1961.

أخيرًا خسر اللقب عام 1963 لصالح تيغران بيتروسيان . تقاعد بوتفينيك عام 1970 وكرس نفسه لتطوير برامج الشطرنج وتدريب اللاعبين السوفييت الشباب.

كان فيشي أناند من الهند بطل العالم في الشطرنج بلا منازع من عام 2007 إلى عام 2013، وبالتأكيد لا يمكن أن يكون مفقودًا من أي قائمة مناسبة لأعظم لاعبي الشطرنج على الإطلاق.

على الرغم من أن فيشي أناند يعيش اليوم في ظل ماغنوس كارلسن، يجب ألا ننسى أن أناند فاز تقريبًا بكل الألقاب التي يمكن أن يتمناها لاعب شطرنج محترف. ولايزال أناند من بين أفضل لاعبي الشطرنج في العالم الحديث.

ويتجلى ذلك في فوزه ببطولة العالم للشطرنج السريع في ديسمبر 2017. ولا يمكن إنكار طول عمره كلاعب شطرنج عظيم - فقد أصبح فيشي أول أستاذ كبير في الهند على الإطلاق عندما كان عمره 18 عامًا.

في عام 2007 أصبح بطل العالم المطلق. ونجح في الدفاع عن لقبه ضد فلاديمير كرامنيك في عام 2008، وفي عام 2010 ضد فيسيلين توبالوف ومرة ​​أخرى في عام 2012 ضد بوريس جلفاند. واليوم، يظل أناند عضوًا دائمًا في قائمة أفضل 10 لاعبي شطرنج في العالم وفقًا للتصنيف.

كان إيمانويل لاسكر ثاني بطل عالمي في الشطرنج. وقد حمل اللقب لمدة 27 عامًا، من عام 1894 إلى عام 1921، وهي أطول فترة لأي شخص آخر. استمرت مسيرته في عالم الشطرنج خمسين عامًا. فاز لاسكر باللقب على بطل العالم الأول، فيلهلم شتاينيتز ، في عام 1894، ودافع عنه خمس مرات ضد كبار المتنافسين: فرانك مارشال ، وسيجبرت تاراش ، وديفيد جانوفسكي ، وكارل شليشتر .

في عام 1921، خسر لاسكر مباراة بطولة العالم أمام كابابلانكا، لكنه استمر في تحقيق النجاح على أعلى مستوى. في عام 1935، عن عمر يناهز 66 عامًا، احتل المركز الثالث في إحدى البطولات في موسكو، بفارق نصف نقطة خلف بوتفينيك وسالو فلورا ، لكنه تقدم على كابابلانكا و16 منافسًا آخر.

كان كابابلانكا سيد الهجوم الخاطف بلا منازع!

بدأ مسيرته في لعبة الشطرنج في سن الرابعة، وفي سن الثالثة عشرة هزم البطل الكوبي. وفي عمر 18 عامًا، هزم بطل الولايات المتحدة فرانك مارشال 15-8. أخيرًا، في عام 1921، فاز ببطولة العالم للشطرنج وأنهى عهد لاسكر. نجح بطل العالم الجديد في الشطرنج في الدفاع عن لقبه على مدى السنوات الست القادمة.

في عام 1922، أظهر أداءً مذهلاً عندما لعب ضد 103 لاعبين في وقت واحد، وفاز في 102 مباراة وتعادل مرة واحدة فقط! في عام 1927، فقد لقبه لصالح ألكسندر ألكين ، وانتهى حكمه. واصل لاحقًا لعب بطولات الشطرنج الأخرى، لكنه لم يصل إلى ذروته مرة أخرى وتقاعد في النهاية في عام 1931.

كان ألكساندر ألخين بالفعل أحد أعظم لاعبي الشطرنج في روسيا بعمر 16 عامًا، وبعمر 22 عامًا كان أقوى لاعب شطرنج في العالم. بدأ عهده بالفوز على كابابلانكا عام 1927. وكان هدفه الأساسي انتزاع اللقب من الكابلانكا، وهو ما حققه بـ 6 انتصارات و3 خسائر و25 تعادلاً.

كان عهد ألخين كبطل للعالم طويلاً، لكنه نجح في الدفاع عن اللقب مرتين فقط، ضد إيفيم بوجوليوبوف في عامي 1929 و1934. لأسباب عديدة، لم يلعب كابابلانكا وألكين مباراة العودة مطلقًا.
في عام 1935، خسر ألخين بشكل غير متوقع في مباراة بطولة العالم أمام ماكس إيوي، ولكن بعد عامين فاز في مباراة العودة واستعاد التاج الذي احتفظ به حتى وفاته. في عام 1946، توفي كبطل للعالم، بعد أن وافق بالفعل على مباراة البطولة مع بوتفينيك.