وأضاف، في تصريح لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس: "توقف تصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية سيكون له تأثير كبير على اقتصاد جوبا، لأنه يمثل ما بين 60 إلى 70 في المئة من حجم موازنتها العامة".
وتابع: "الوضع الذي تعيشه جوبا يشبه وضع دولة السودان قبل انفصال الجنوب، حينما كان النفط هو المصدر الذي يعتمد عليه السودان بصورة أساسية، وبالتالي الأثر كبير جدا على دولة الجنوب التي لا تمتلك موارد أخرى في الوقت الراهن، ولم تسع خلال الفترة الماضية لتنويع مصادر الموارد الخاصة بها".
وأشار الناير إلى أن "إعلان السودان عدم قدرته على حماية عملية تصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية شكل صدمة كبيرة للاقتصاد الجنوب السوداني، لأنه يعتمد على النفط بنسبة كبيرة جدا، وبالتالي لابد أن تفكر دولة جنوب السودان في إيجاد معالجة لهذا الأمر".
وحول البدائل المتاحة أمام جوبا للخروج من تلك الأزمة يقول الخبير الاقتصادي: "ليس أمام جوبا خيارات بديلة الآن لتصدير النفط والخيار الأنسب هو التصدير عبر الأراضي السودانية، لذا نأمل أن تنتهي الحرب السودانية قريبا. وأن يتم انسياب تصدير النفط عبر الأراضي السودانية باعتبار أنه الخيار المتاح حاليا لوجود خطوط أنابيب ممتدة إلى ساحل البحر الأحمر وأي خيار آخر تفكر فيه جنوب السودان الآن سيكون مكلف جدا ويحتاج إلى وقت كبير".
وأوضح الخبير الاقتصادي السوداني محمد الناير: "جنوب السودان لا تستطيع اليوم إنشاء خطوط أنابيب بديلة مع دول الجوار أو دول أخرى لتصدير نفطها لأنها مكلفة وتحتاج وقت كبير، كما أنها لا تستطيع أن تنقل بالشاحنات لأنه التكلفة ستكون عالية جدا وغير مجدية اقتصاديا لذلك ليس لديها خيار إلا أن يتم معالجة هذا الأمر بصورة أساسية بالنسبة للسودان، حيث أن الخرطوم تستفيد أيضا من تصدير نفط الجنوب لأنه يتقاضى رسوم عبور ونقل ورسوم خدمات المعالجة".
وأضاف: "لكن هذه الأموال لا تشكل نسبة كبيرة في الاقتصاد السوداني، بل هي نسبة لم تكن مؤثرة، و إن وجدت فيمكنها أن تحسن من مستوى سعر الصرف وتساعد في توفير بعض الأموال بالنسبة لإيرادات الموازنة العامة للدولة".
ولفت الناير إلى أن "توقف تصدير نفط جوبا سيكون له الأثر الكبير على اقتصاد جنوب السودان وليس على الاقتصاد السوداني نظرا لأن ما يتقاضاه نسبة غير مؤثرة في مجمل الاقتصاد السوداني لكن قد يكون لها تأثير على سعر الصرف، لأن الاقتصاد السوداني اليوم لا يتأثر بغير الحرب".
وأعلنت الحكومة السودانية، الثلاثاء الماضي، توقف تصدير النفط من جنوب السودان عبر الأراضي السودانية بسبب عطل في الخطوط الناقلة.
وتتواصل منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة في السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.