منذ أسابيع بدأت واشنطن وبغداد إجراء محادثات بهدف سحب القوات الأمريكية من العراق، غير أنها لم تصل إلى نتائج حاسمة في هذا الاتجاه، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن بقاء القوات الأمريكية في سوريا وسيطرتها على مناطق الغاز والنفط وحقول القمح.
تتعرض القوات الأمريكية في سوريا والعراق لهجمات من فصائل المقاومة التي تسعى للتعجيل بخروج القوات الأمريكية من هناك، خاصة بعد مساندتها ومشاركتها في الحرب على غزة.
وفق وسائل إعلام غربية، فإن إدارة بايدن ربما تدرس سحب القوات من سوريا أيضا، حال انسحابها من العراق.
من ناحيته قال العميد محمد عيسى الخبير العسكري السوري، إن الوجود الأمريكي في سوريا يرتبط باستراتيجية متعددة.
يوضح في حديثه مع "سبوتنيك"، أن العنصر الأول يرتبط بوجودها في العراق، وثانيا بشأن مساندة إسرائيل في حربها ضد المقاومة.
ولفت إلى أن تراكم العديد من العوامل الفترة الماضية وخروجها من أفغانستان والدور الصيني في المنطقة وكذلك روسيا يدفع نحو تراجع الدور الأمريكي في المنطقة.
ويرى أن المقاومة التي تقوم بها العشائر وما يقوم به الجيش العربي السوري والقوى الأخرى جميعها تدفع نحو الخروج الأمريكي من سوريا، إضافة للضغوط الشعبية في العراق من أجل سحب القواعد الأمريكية هناك.
وشدد على ضرورة إنهاء الاحتلال الأمريكي وسيطرته على حقول النفط والغاز، وحقول القمح ومصادر عناصر الاقتصاد السوري التي تنهبها واشنطن.
وفي وقت سابق، أكدت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة مطالبة دمشق برحيل القوات الأمريكية، واصفة وجودها على الأراضي السورية بأنه "غير قانوني وغير شرعي"، وفق وسائل إعلام غربية.
وأشارت إلى أن التطورات الحالية في المنطقة "ينبغي أن تشكل فرصة للولايات المتحدة لتصحيح سياستها الخاطئة التي لم تؤد سوى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام".
وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، أن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا "تسرق ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري".
ووفق بيان صادر عن وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، بلغ متوسط إنتاج النفط اليومي خلال النصف الأول من عام 2022 حوالي 80300 برميل، فيما تسرق قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط. ومنذ بداية شهر أغسطس، وقعت ما لا يقل عن 10 سرقات نفط، وتم استخدام حوالي 800 صهريج لنقل النفط المسروق إلى القواعد الأمريكية خارج سوريا"، مشيرا إلى أنه "في غضون ذلك، اضطر السوريون إلى الوقوف في طوابير لساعات في محطات الوقود".