ولفتت عثمان إلى أن هروب المتورطين عبر الحدود الأوكرانية من جهة، ومسارعة الغرب إلى إصدار بيانات عن تبني "داعش" لهذه العملية الإرهابية منذ اللحظات الأولى من جهة أخرى، يشير إلى دور أوكراني كبير فيها.
وكشفت عثمان في حديث لـ "راديو سبوتنيك"، أن "في البحث عن حسابات الموقوفين في هذه العملية يتبين أنهم كانوا يقضون فترة نقاهة في اسطنبول، وواضح جداً من حساباتهم أنهم لا يملكون خبرات استخباراتية كبيرة، وتم تنفيذ العملية عبر مشغل مخابراتي تواصلوا معه عبر الإنترنت، وهنا تبرز خطورة العالم الرقمي في هذا المجال والذي يمكن عبره تجنيد أشخاص بأقل التكاليف".
وأكدت عثمان على ضرورة قيام أي دولة تتعرض لهجوم مماثل بتطوير قدراتها وتقنياتها لمواجهة هذه الموجة، لافتةً إلى أن روسيا قد سلكت هذا الطريق منذ زمن بعيد ولا يمكن التعويل على دور المجتمع الدولي في هذا الإطار، "بل يجب إعادة ترتيب هيئات دولية ضامنة لأن الأمم المتحدة دائما ما تلعب دوراً سلبياً في هذا الإطار".
ورأت عثمان أن العملية الإرهابية حملت رسائل عديدة وخصوصاً أنها نفذت بعد أسبوع واحد من نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الانتخابات، والغرب يحاول منع روسيا من التقدم أكثر في معركتها، وأضافت:" جاء الرد الروسي سريعاً بأننا نحن من نقرر كيف ومتى سنتحرك وهذه معركتنا وأرضنا"، إضافة إلى أن الغرب يحاول إعادة الوضع الروسي إلى الواجهة العالمية بعد ما احتل الجانب الإسرائيلي المسرح الإجرامي العالمي.
ولم تستثن عثمان دور الانتخابات الأمريكية في هذه المعركة، وقالت إن "الإدارة الأميركية اليوم في حالة من التخبط وتحاول استرجاع الشارع الأميركي بعد تأكيدها على حرمان الرئيس جو بايدن من ولاية جديدة نتيجة لممارساته السابقة".
كما رأى الخبير العسكري منير شحادة، أن الهجوم الإرهابي على مركز "كروكوس سيتي" في موسكو مؤثر جداً على الرأي العالمي نظراً لوحشتيه، وقال إن "الغرب سارع إلى إعلان تبني داعش للعملية مما طرح العديد من التساؤلات لدى القيادات الروسية"، وأضاف: "وفي اليومين الماضيين نجحت المخابرات الروسية في إلقاء القبض على بعض المرتكبين والتحقيقات جارية".
وأكد شحادة في حديث لـ "راديو سبوتنيك": "أن هناك مؤامرة عالمية على روسيا مما دفعها للقيام بعملياتها الخاصة في أوكرانيا، لاسيما أنها كشفت أن الإدارة الأميركية ودول الناتو تحاولان تطويقها، وحاولت موسكو جاهدة مع أوكرانيا لثنيها عن تنفيذ هذا المخطط لكنها وصلت إلى حائط مسدود".
و أشار إلى أن الغرب يحاول نقل المعركة إلى الداخل الروسي من خلال زعزعة أمن المواطنين، وهذه اللعبة كشفتها القيادات الروسية، معتبراً أن "فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولايته الثالثة، إضافة إلى مساهمته في إرساء الاستقرار في المنطقة، وقيامه بالتصدي إلى جانب الجيش السوري للهجمات الإرهابية المصنوعة في واشنطن باعتراف الرئيس السابق دونالد ترامب، وإفشال مخطط الغرب في المنطقة، كلها عوامل دفعت الغرب لتنفيذ هذه العملية الإجرامية".