تأتي هذه الفعالية الثقافية في سياق جهود جمعية "طرابلس حياة" بالتعاون مع "مؤسسة مخزومي" وإعداد البروفسور خالد تدمري، ضمن فعاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية، ولتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي في المدينة والإضاءة على صورة طرابلس مدينة العلم والعلماء.
وفي هذا السياق، يشرح معدّ المعرض البروفيسور خالد تدمري في حديث مع "سبوتنيك"، عن المعرض ومحتوياته وأهم الآثار المتواجدة فيه والبلدان التي جمّعت منها، وقال إن "معرض الآثار النبوية الشريفة، أثار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو معرض قيم ونادر فريد من نوعه جرى جمع كل مقتنياته بقسمه الأكبر من متحف طوب كابي في إسطنبول ومن عدد من المساجد والأضرحة في تركيا، بالإضافة إلى عدد آخر من المقتنيات الثمينة العائدة لرسول الله وإلى عدد آخر من الرسل عليهم السلام، من أنحاء العالم الإسلامي وخاصة الدول العربية".
وشرح تدمري حول ميزة المعرض قائلا: "ما يميز هذا المعرض أنه ليس فقط معرضا للصور، بل أيضا المعلومات القيمة الموثقة فيه جمعها ثلة من العلماء في الفقه والدين والسيرة النبوية والتاريخ والفن الإسلامي والآثار من تركيا وتعاونا معهم هنا من لبنان وكان معهم المؤرخ عمر تدمري، لذلك من يدخل إلى المعرض يتعرف على سيرة النبي العطرة وتاريخ الجهاد والعلاقة الاجتماعية مع أهل البيت والصحابة يتعرف على الكثير من جوانب الدين الإسلامي إضافة إلى الفن الإسلامي، فهذه القطع الموجودة كانت بسيطة كسيوف الرسول محمد ولكن الخلفاء احتفظوا فيها و توارثوها وتعظيما وتقديرا لهذه القطع قاموا بزخرفتها وبترصيعها بالحجارة وصناعة علب خاصة بها لذلك نرى غنى بالفن الإسلامي في هذه المجموعة".
وكشف تدمري عن كيفية تصوير بعض القطع النادرة من متحف طوب كابي، قائلا: "من يزور متحف طوب كابي ودائرة الأمانات المقدسة في المتحف يستطيع أن يرى ثلاثين قطعة من هذه المقتنيات معروضة داخل خزائن، ولكن ما يميز هذا المعرض أنه بأذونات خاصة من وزارة الثقافة التركية وبالتعاون مع إدارة متحف طوب كابي تم تصوير كامل هذه القطع خارج صناديقها وبشكل مفصل مع توثيق كامل المعلومات العلمية والتاريخية حولها".
وتابع: "أيضا يضاف إلى هذا المعرض الجناح الخاص بالشعرات النبوية وهي من لحية الرسول المباركة، وطرابلس تفتخر بين المدن اللبنانية بأنها تكتنز شعرة من شعرات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أهاداها السلطان عبد الحميد الثاني إلى أهل طرابلس عام 1891 ردا على محبتهم له عندما قاموا بانشاء المسجد الحميدي بطرابلس تيمنا باسمه، فأرسلت هذه الشعرة بسفينة عسكرية وصلت إلى طرابلس من إسطنبول، حيث فرش السجاد الأحمر من المرفأ حتى الجامع المنصوري الكبير وتجمع العلماء وحملها على عمامته مفتى المدينة وأقيمت الموالد والاحتفالات فترة عشرة أيام توافد خلالها كل المؤمنون من أنحاء بلاد الشام، يحافظ على هذا الأثر داخل الجامع المنصوري الكبير بغرفة خاصة، ولا يزال الطرابلسيون يحافظون على تقليد زيارة هذا الأثر النبوي مرة واحدة في العام وهي في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك عقب صلاتي الفجر والعصر، وسماحة المفتي أتاح الفرصة للمؤمنين بزيارة الشعرة في المعرض يوم افتتاحه".
وأضاف: "نعرض مجموعة قيمة من المخطوطات والمقتنيات الإسلامية ومنهم مصحف مملوكي يصل عمره إلى ما يزيد عن 720 عاما ويعد أقدم مصحف موجود في طرابلس كان يتواجد في مسجد سيدي عبد الواحد المكناسي، كتبه خطاط طرابلسي فنان من آل صُبَاطي وهو مكتوب بخط الثلث ومذهب بماء الذهب، ويوجد مصحف آخر عثماني وجزء من كسوة الكعبة المباركة وصور أصلية قديمة لأولى قوافل الحج التي خرجت وصورت فوتوغرافيا".
وختم: "يعرض على هامش المعرض فيلم وثائقي يعرف بشكل مفصل على قصة تجميع الآثار النبوية وكيفية انتقالها من مكان إلى آخر، ويوجد أيضا جناح مختص بآثار تعود لعدد من الأنبياء على سبيل المثال زنار يعود للسيدة مريم العذراء محفوظ في كنيسة سيدة الزنار بحمص في سوريا، وأثر لقدم سيدنا عيسى المسيح محفوظ في كنيسة سخا في مصر، ويوجد آثار مصورة في جامع سيدنا الحسين في القاهرة إضافة إلى تعريف بالحرمين الشريفين والحرم القدسي الشريف وقبة الصخرة وحائط البراق ومسجد البراق في القدس الشريف فهذه قبلة المسلمين، كل هذه يستطيع الزائر الاطلاع عليها".
وأضافت: "نحن كجمعية طرابلس حياة أحضرنا المعرض إلى المدينة، تفتح أبوابه في تمام الساعة 9 مساء ولكننا قررنا إحضار تلاميذ المدارس إلى هنا خلال النهار لنطلعهم على المعرض من خلال فيلم وثائقي يشرح بالتفصيل عن الآثار النبوية الشريفة وذلك للاستفادة من هذا الحدث الفريد، وعملنا 12 يوما بشكل مكثف حتى افتتاح المعرض".