"زيتون نوح" جوهرة تاريخية في بلدة بشعلة اللبنانية عمرها أكثر من ألف عام

وقال رشيد جعجع، رئيس بلدية بشعلة السابق لـ"سبوتنيك": "في بلدة بشعلة قضاء البترون على ارتفاع 1250 متر عن سطح البحر، توجد مجموعة من شجرات الزيتون المعمرة، حيث يعود عددها إلى 16 شجرة، وتُعتبر هذه الأشجار عجيبة لأن الزيتون عادةً لا ينمو على ارتفاع يزيد عن 800 متر، وقد زرعت هذه الأشجار باليد، مما يُظهر أنها كانت موجودة في البلدة منذ زمن طويل، وهو دليل على تاريخية البلدة".

وأضاف جعجع: "يطلق على هذه الأشجار اسم "زيتون نوح" نسبة لكتاب العهد القديم وقصة الفيضانات التي ذكرت فيه، حينها نوح أرسل الحمامة للبحث عن اليابسة ورجعت إليه بغصن زيتون، أحضرنا عدد من الباحثين إلى البلدة، وأخذوا عينات من الزيتون عملوا على استخدام الكاربون 14 بالتحليل لتقويم عمر الأشجار، وتبين أن أعمارهم قد تكون 1100 عام، ونحن ما يهمنا هو صمودهم إلى حد اليوم ولا زالت تنتج الزيتون والزيت".

وحول الجهود المبذولة لحماية هذه الأشجار، قال جعجع: "عملنا منذ عام 2018 من خلال المجلس البلدي على حماية هذه الأشجار، فأنشأنا مع وزارة الطاقة مشروعا للصرف الصحي لحماية جذورهم، واعتمدت البلدة بشكل كامل على الطاقة البديلة خلال انقطاع الكهرباء عوضا عن استخدام المولدات لتجنب الانبعاثات التي قد تلوث الأشجار، وعقدنا اتفاقا لتحويل الطريق الموازي للأشجار رصد للمشروع مبلغ ثمانية مليون ونصف مليون دولار في مجلس الإنماء والإعمار لكن المشروع لم يبصر النور".

وقالت راشيل علوان، الصحفية وابنة البلدة: "أطلقنا عام 2018 دروب بشعلة للمشي، يبلغ عددهم سبعة وطولهم 12 كلم، وهذه الدروب تستقطب عددا كبيرا من الزوار والسائحين ومحبي رياضة المشي، يأتون إلى البلدة ليتعرفوا على أشجار الزيتون المعمرة وكل ما تقدمه بلدة بشعلة من مناظر وبيئة جميلة، لدينا سبعة دور عبادة يحيطون البلدة وقلعة الحصن الأثرية، والزائر باستطاعته الإطلاع عليهم جميعا".

وأضافت: "في الوقت عينه تعمل جمعية دروب بشعلة المسؤولة على الدروب، على تنظيم نشاطات وورشات عمل دائمة على مدار السنة لتعريف الزائرين على البلدة وتراثنا وتقاليدنا، كما أننا نعمل على تنظيم ورشات عمل لسكان البلدة لتطوير المجتمع المحلي، كالنساء اللاتي ينتجن المونة والطعام للزائرين، ونعمل أيضا مع فئة الشباب للعمل كدليل سياحي".

وختمت: "أخيرا تم تتويج البلدة بمتحف بيئي لثقافة الزيتون بالتعاون مع اليونيسكو، بإطار المتحف يتعرف الزائر على ثقافة الزينون من زراعتها إلى القطاف والعصر والزيت وتخزينه".