ومع تفاقم أزمة الجوع شمال القطاع، تقوم بعض الدول في إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر إسقاطات جوية، لمواجهة العوائق التي تواجه إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر البر، حيث تتراكم الشاحنات بانتظار السماح لها بالدخول إلى القطاع.
ويواصل الفلسطينيون في شمال قطاع غزة، ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إليهم، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا يترقبون ما يصل عبر الإسقاط الجوي، الذي أضاف معاناة جديدة لهم، وخطورة هددت حياتهم.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "إنَّ 18 فلسطينيا قتلوا أثناء محاولتهم جمع المساعدات التي هم في أمس الحاجة إليها والتي تم إسقاطها جوا فوق شمال غزة".
وأضاف في بيان "أنَّ 12 شخصا غرقوا عندما ذهبوا إلى البحر لاستعادة طرود غذائية، بينما لقي ستة آخرون حتفهم دهسا خلال التدافع للحصول على الطرود".
وطالب بوقف عمليات الإسقاط الجوي، ووصفها بأنها "هجومية وخاطئة وغير مناسبة وعديمة الفائدة".
الإنزال الجوي للمساعدات شمال قطاع غزة غير مجدي ولا يحل أزمة الجوع
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويعبر الفلسطينيون في شمال القطاع عن انزعاجهم الشديد إزاء هرولة الناس إلى مناطق وصول المساعدات، أملاً في الحصول على كميات قليلة من الطعام، وتعرضهم للقتل برصاص الجيش الإسرائيلي، أو الغرق في البحر أثناء محاولة بعضهم استعادة على طرود غذائية، مؤكدين أن طريقة توصيل المساعدات عبر الإنزال الجوي تزيد من إهانتهم، كما أنها لا تسمح بوصول المساعدات إلى الجميع.
وبالرغم من خطورة الإسقاط الجوي، إلا أنه تبقى الطريقة الوحيدة المتوفرة حالياً شمال القطاع، لذلك يراقب الفلسطينيون السماء لساعات طويلة خلال النهار، في انتظار إنزال جوي، علهم يحصلون على بعض الطعام يسد قليلا من الجوع المستمر منذ أشهر، وفور مرور طائرة وإنزال حزم المساعدات المرتبطة بالمظلات منها، يهرع مئات من الغزين باتجاه المظلات، التي يسقط عدد منها في البحر، أو بالقرب من مناطق تمركز الجيش الإسرائيلي.
الإنزال الجوي للمساعدات شمال قطاع غزة غير مجدي ولا يحل أزمة الجوع
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول المواطن حامد سليم وهو من سكان شمال القطاع، لوكالة "سبوتنيك" عن الإنزال الجوي:" هذه الطريقة في إيصال المساعدات إلى شمال القطاع غير مجدية، فنحن نأتي من جباليا وبيت حانون وغيرها من المناطق، لكي نحصل على علبة طعام واحدة إذا استطعنا ذلك، ولدينا عائلات جائعة، وما نريده هو دخول المساعدات عبر المعابر الرسمية، أو جهات مثل الأونروا أو الصليب الأحمر أو جهات عربية".
وعلى شاطئ بحر غزة رصدت وكالة "سبوتنيك" مئات الفلسطينيين يركضون باتجاه مظلات المساعدات، وقد سقط جزء منها في البحر، وجزء بالقرب من الشاطئ، وسط تدافع كبير للحصول على الطرود الغذائية، ويقول الشاب خضر محمود لـ "سبوتنيك" وقد حاول السباحة للحصول على طرد غذائي:
"إنَّ وصول المساعدات بهذه الطريقة، تسببت في مقتل عدد من الفلسطينيين، وأنا غامرت ودخلت البحر للحصول على طرد ولم أستطع وكدت أغرق، وهناك من غرق، ونريد أي طريقة آمنة للحصول على المساعدات دون خطورة أو إهانة".
الإنزال الجوي للمساعدات شمال قطاع غزة غير مجدي ولا يحل أزمة الجوع
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويصف الشاب إبراهيم حسن الجوع في شمال القطاع، بالموت البطيء والمؤلم، وقد خسر ثلث وزنه في فترة قليلة، ويقول: "الجوع قتلنا، وجميع أولادي خسروا نصف وزنهم، والمساعدات من خلال الإنزال الجوي لا تفيد وغير إيجابية، فلا أحصل على طعام كافي يسد جوع عائلتي، وبشق الأنفس أحصل على بعض الخبز لوجبة واحدة في اليوم".
ويضيف: "لا نريد المساعدات بهذه الطريقة، ونريد تقديم المساعدات لقطاع غزة بطرق آمنة ورسمية، وتصل لكل مواطن، وأطالب الأونروا أن تتولى هذه المهمة".
الإنزال الجوي للمساعدات شمال قطاع غزة غير مجدي ولا يحل أزمة الجوع
© Sputnik . Ajwad Jradat
وحذرت المنظمات الإنسانية من أنَّ عمليات الإنزال الجوي لا يمكنها تلبية الحاجة المتزايدة للغذاء في القطاع، وأنَّ إنزال المساعدات لغزة جواً أمر عالي التكلفة وقليل الفاعلية في إيصال المساعدات إلى السكان.
وحذر التقرير الذي تدعمه الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في محافظتي شمال غزة وغزة، ومن المتوقع أن تصبح واقعا جليا خلال الفترة المشمولة بالتوقعات من منتصف مارس 2024 إلى مايو 2024، وذكرت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة أن "المجاعة وشيكة" في شمالي غزة، حيث يواجه ما يقدر بنحو 70% من السكان جوعاً كارثياً.
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع للشهر السادس، حيث دمر أحياء بكاملها، وتسبّب بنزوح 1.7، من أصل 2.3 مليون نسمة، مما أدى إلى النقص الحاد في الغذاء إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأزمة تغذية، وهي جزء من كارثة إنسانية تعصف بقطاع غزة.