وتعد المنطقة التي تقع فيها السفارة الإيرانية في دمشق، إحدى المناطق الحيوية في العاصمة السورية، ويجاورها العديد من المباني السكنية والنقابية بالإضافة إلى مشفى الرازي الخاص والعديد من البنوك السورية.
حول اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على القنصلية، قال الدكتور (جميل ذوب) الطبيب المقيم في قسم الإسعاف بمشفى (الرازي) المحاذي للقنصلية إن "التفجيرات التي حصلت كانت شبيهة بالزلازل فالأصوات تعالت ما بين الصراخ وأصوات التفجير"، لافتاً إلى "استقبال المشفى للعديد من الضحايا بحكم قربه من السفارة، وقد تم أخذ جميع الإجراءات اللازمة سواء من تصوير شعاعي أو فحوصات أو تحاليل".
وأشار الدكتور جميل إلى أن جميع الضحايا من جنسيات سورية ولا يوجد أي منهم أجنبي، وأضاف: "عشرات السيارات دمرت، بالإضافة إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية بشكل كامل".
أما عمر، وهو مخبري في مشفى (الرازي) أيضاً، قال لـ "سبوتنيك": "سمعنا عددًا من الضربات المتتالية فتوجهنا إلى خارج المشفى كنوع من الفضول فكان الدخان يملأ المكان والدمار شمل للعديد من الأبنية المجاورة للسفارة، وقد تم إسعاف العديد من المدنيين، وما زالت عمليات البحث عن الضحايا الموجدين تحت الأنقاض إلى هذه اللحظة".
بدوره، قال محمد، وهو أحد سكان الأبنية المجاورة للسفارة الإيرانية، لـ "سبوتنيك" إن "المنطقة تعد مدنية ولا يوجد بها مكان أمني أو عسكري، فالاستهداف الصهيوني هو استهداف للسوريين بكل معنى الكلمة وهذا ما يعكس حقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يعرف معنى القوانين الدولية ولا يحترم أي نوع من الأنظمة الدولية".
وكان قد أدان وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، يوم الاثنين، مؤكدا أن العلاقات بين بلاده وإيران "لن تتأثر".
وقال وزير الخارجية السوري، من مقر السفارة الإيرانية بدمشق: "ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء".
وأضاف: "إسرائيل لن تستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسوريا"، لافتًا في تصريح صحفي إلى أن "سوريا اتخذت الكثير من الخطوات ولكن ما ستقوم به لا يوجد مجال للإعلام، ولكن شعبنا اعتاد على الرد على مثل هذه الاعتداءات الجبانة، ويثبت للإنسانية أنه لا يمكن أن تواجه إلا من خلال الصمود ودعم المقاومة سواء في إيران أو العراق أو لبنان أو فلسطين".