وفق مسؤول ليبي سابق، فإن الجانب الأمريكي يولي ليبيا أهمية خاصة في إدارة ملف المنطقة الأفريقية، وكذلك في إدارة صراعه مع الدول العظمى التي تربطها مصالح بالمنطقة.
وأخطرت إدارة بايدن الكونغرس بخطتها لاستعادة الوجود الدبلوماسي الأمريكي في ليبيا، وفق وسائل إعلام غربية.
في سبتمبر/ أيلول 2012، قتل السفير الأمريكي لدى طرابلس، جي كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين في الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي، إثر هجوم نفذه مسلحون خلال وجود السفير في مبنى القنصلية.
وانسحبت البعثة الدبلوماسية في العام 2014، من ليبيا، وانتقلت إلى مالطا ثم تونس، فيما عادت العديد من السفارات خلال السنوات الأخيرة لطرابلس، منها السفارة الفرنسية والمصرية والإيطالية.
في الإطار، قال الدكتور سلامة الغويل، وزير الاقتصاد الليبي السابق، ورئيس حزب تجمع الصف الوطنيّ، إن واشنطن ترى في ليبيا أهمية خاصة من حيث الموقع الجغرافي، إذ يأتي قرار عودة البعثة الدبلوماسية في سياق عملية إدارة النفوذ والتوازن التي تعمل عليها في مواجهة القوى الأخرى.
يضيف الغويل في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الموقع الجغرافي لليبيا بين أوروبا وأفريقيا، جعل منها بوابة ومنطقة هامة في إدارة الصراع الدولي بين القوى العظمى.
ويرى أن العودة الأمريكية لليبيا تأتي في إطار سعيها لمواجهة الحضور الروسي في المنطقة، وتسعى لتكون ليبيا مركزا لها تجاه المنطقة الأفريقية.
وتابع: "واشنطن تسعى ليكون لها دورها في ليبيا الذي يراعي ويحافظ على مصالحها، وهناك بعض الأطراف قد ترى أن وجود واشنطن في المشهد الليبي له علاقة بمنع ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات".
وفي وقت سابق، بعث 75 حزبا سياسيا في ليبيا برسالة إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بهدف مراجعة شاملة لآليات عمل البعثة الأممية وآلية تكليف المبعوثين والموظفين فيها.
وفق وسائل إعلام ليبية، فإن الأحزاب الليبية الـ 75 انتقدوا أداء عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، بدعوى أنه "يصر على تهميش الأحزاب السياسية" في البلاد.
وطالبت الأحزاب الموقعة على البيان بـ"إعادة النظر في المقاربة التي عملت وتصر على الاستمرار بالعمل على أساسها بعثة الأمم المتحدة، وتعديلها بحيث تهدف لبناء الدولة، وتوسيع مشاركة الليبيين في الحوار السياسي".
وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في ظل وجود حكومتين في البلاد، واحدة شرقي البلاد مكلفة من البرلمان، وأخرى في الغرب وهي منبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، إذ ترفض الحكومة في طرابلس غربي البلاد، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.
وكان من المقرر أن تُجرى أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا، في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021، لكن خلافات سياسية بين مختلف أطراف الأزمة الليبية، فضلا عن خلافات حول قانون الانتخابات، حالت دون إجرائها.