واستبعد الخبراء تحول الأزمة إلى حرب إقليمية، في ظل تنامي مؤشرات توسع دائرة الصراع، وعدم رغبة إسرائيل في التهدئة.
وقال الحرس الثوري الإيراني، في بيان أمس الإثنين: "ارتكبت مقاتلة للكيان الصهيوني جريمة جديدة بقصفها مبنى قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، بعدة صواريخ، وعلى إثرها، استشهد القائدين العسكريين محمد رضا زاهدي، ومحمد هادي حاجي رحيمي، وهم من القادة القدامى وكبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، و5 من المستشارين العسكريين الإيرانيين الذين كانوا يرافقونهم في سوريا".
في هذا الإطار، قال المستشار السابق لوزارة الدفاع العراقية معن الجبوري، إن مصلحة إسرائيل لا تذهب نحو توسيع نطاق الصراع، إذ لا يمكنها أن تحارب على أكثر من جهة في الوقت الراهن.
وأوضح، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن تل أبيب لا يمكنها القيام بأكثر مما تقوم به في الوقت الراهن، ما يعني عدم توسيع نطاق، مشيرا إلى أن طهران ستقوم بضرب بعض المواقع، خاصة في "كردستان العراق"، بهدف إفشال تجربة الإقليم، مستبعدا تطور الأمر إلى حرب إقليمية في ظل حسابات معقدة ودقيقة لا تدفع نحو هذه الحرب.
ويقول نضال السبع المحلل السياسي اللبناني، إن الاستهداف الإسرائيلي لمبنى القنصلية الإيرانية هو رسالة إسرائيلية واضحة إلى إيران و"حزب الله" ودمشق.
وأضاف، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن إسرائيل رغم إرسالها الوفود إلى العديد من العواصم للمفاوضات، إلا أنها تسعى للقيام بعمليات أوسع من غزة.
ويرى أن الضربات المتكررة التي تستهدف حزب الله في العديد من المناطق، تشير إلى أن الإسرائيليين غير معنيين بعمليات التهدئة في المنطقة.
وأشار إلى أن إسرائيل لديها قناعة بأن إيران لن ترد على مثل هذه الضربات، خاصة بعد العديد من الضربات السابقة واستهداف العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني.
ويشدد المحلل السياسي اللبناني على أن العديد من الغارات التي خرقت السيادة السورية لا تشير إلى توسيع نطاق الحرب، لكن إسرائيل لن تتوقف عن عملياتها ضد الأهداف التي تحددها في ظل غياب أي رد قوي مباشر تجاه تل أبيب.
يقول المحلل السياسي جيواد غوك، إن إسرائيل تسعى لجر إيران إلى حرب مباشرة لتتحول لحرب إقليمية.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن إيران لن تهاجم إسرائيل بشكل مباشر ويمكنها أن تصبر، لكن التحركات العسكرية ستكون أكبر من الجانبين الفترة المقبلة.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن "هذا الهجوم انتهاك صارخ للأنظمة الدولية، وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961"، مؤكدًا على ضرورة إدانة هذا العمل بأشد العبارات من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المعتدي.
وأكد كنعاني أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع احتفاظها بحقها في اتخاذ الإجراءات المضادة، هي التي تقرر نوع رد الفعل والعقاب للمعتدي"، مشيرًا إلى أنه "يجري التحقيق في أبعاد هذا الهجوم البغيض والمسؤولية عن نتائجه تقع على عاتق النظام الصهيوني المعتدي".
وأكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في وقت سابق من الإثنين، أن "الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق، انتهاك لكل المواثيق الدولية".