وقال في حديثه لـ"سبوتنيك": "في اعتقادي أن زيارة المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ هذه المرة وفي ظل التوتر الذي تعيشه المنطقة منذ أشهر تحمل أهدافا جديدة ربما لم تكن على جدول أعماله خلال المرات السابقة أو بمعنى آخر لم تكن ضمن الأولويات والمهام التي تم تعيينه من أجلها وهى عملية إيقاف صواريخ ومسيرات "أنصار الله" التي تستهدف السفن في البحر الأحمر".
وأضاف حسين: "سوف يحاول المبعوث الأمريكي من خلال الوسطاء في كل من الرياض ومسقط بأن يقنع الحوثيين بالتوقف عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، وفي نفس الوقت ومقابل ذلك محاولة استئناف عملية السلام المجمدة".
ويرى الخبير العسكري اليمني أن "أنصار الله" غير جادين في اتخاذ أي موقف ثابت وحاسم سواء تعلق الأمر في مفاوضات بشأن الملاحة في البحر الأحمر وعمليات استهداف السفن أو في عملية السلام المتعثرة والتي تحتاج إلى قوة دفع حقيقية لكي يتم التوقيع على اتفاق حاسم بإنهاء الحرب.
ولفت حسين إلى أنه "في ظل عدم وضوح الرؤية والجدية فيما يتعلق بالسلام والأمن وعدم اقتناع الحوثيين بوقف استهداف الملاحة أو السعي نحو السلام، فإن الخيار المحتمل على الطاولة حاليا هو التصعيد وليس هناك بدائل أخرى إذا لم يتم التوافق حول البنود التي جرى ويجري التفاوض حولها".
رغم استمرار التهدئة منذ أشهر بين السعودية وصنعاء، إلا أن السلام الحقيقي لا يزال بعيدا، فلم توقع أطراف الحرب على خارطة رسمية للسلام في اليمن، وهو ما دعت له "أنصار الله" مؤخرا، عندما طالبت بإنهاء العمليات العسكرية بين التحالف واليمن.
وفي 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في بيان، توصل الأطراف اليمنية إلى الالتزام بتنفيذ تدابير تشمل تنفيذ وقف لإطلاق النار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة، واصفًا ذلك بـ"الخطوة الهامة"، مؤكدًا "العمل مع الأطراف لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".
وحينها، أوضح أن "خارطة الطريق تشمل، من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار صنعاء وميناء الحديدة"، مؤكدًا أن "خارطة الطريق ستنشئ آليات للتنفيذ ويستعد لعملية سياسية برعاية الأمم المتحدة".
وتصاعد التوتر في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، منذ بدء جماعة "أنصار الله"، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شن هجمات على سفن، تقول إنها تستهدف المرتبطة منها بإسرائيل أو المتجهة إلى موانيها، ردًا على عمليات الجيش الاسرائيلي ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وأعلن زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، قبل أيام، إطلاق قواته 479 صاروخًا وطائرة مُسيرة، منذ بدء الجماعة "عمليات إسناد غزة" عبر هجمات في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، أو عمليات استهداف إسرائيل، كاشفًا عن استهداف إيلات جنوب إسرائيل بصاروخ مطور تجاوز تقنيات الرصد والاعتراض الأمريكية والإسرائيلية.
وأعلنت جماعة "أنصار الله"،قبل أسبوعين، بدء توسيع نطاق هجماتها ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانيها والسفن الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي لتشمل المحيط الهندي، وذلك بعد يوم من إعلان الجماعة استهداف 73 سفينة وبارجة، منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة، التي استمرت 6 أشهر.