دمار واسع وانهيار المنظومة الصحية في مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي... فيديو

خلف الجيش الإسرائيلي مئات القتلى ودماراً كبيراً وكارثة إنسانية في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، بعد أسبوعين من اقتحامه للمجمع وحصاره، وإحراق وتدمير مباني المجمع ومعظم المنازل بالمنطقة المحيطة.
Sputnik
وأشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن حجم المجزرة الفعلي وأبعادها لم تٌكشف بعد بالكامل، لافتًا إلى أن تقديراته الأولية تفيد بأن أكثر من 1500 شخص وقعوا ما بين قتيل وجريح ومفقود، نصفهم من النساء والأطفال، بفعل المذبحة الإسرائيلية في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وذلك بناءً على الإفادات الواردة إليه ومشاهداته، حيث أن هنالك مئات من الجثامين داخل المجمع وفي المنطقة المحيطة به، منها جثامين محترقة وأخرى مقطعة الرؤوس والأوصال، ومن بين الضحايا أكثر من 22 مريضًا على الأقل قتلوا على أسرة المستشفيات.
ولا يزال الطاقم الطبي في مشفى الشفاء يحاول إحصاء الأضرار الهائلة التي لحقت بمختلف أقسام المستشفى، ويقول الطبيب مروان أبو سعدة مدير مجمع الشفاء الطبي لوكالة "سبوتنيك" عن الدمار الذي لحق بالمشفى: "تم تدمير كل مباني مجمع الشفاء الطبي، ولم تبقى هناك حياة في هذا المجمع، ولقد دمر بيتي ولم أشعر بحجم الحزن والمرارة التي أشعر بها بعد تدمير مجمع الشفاء".
ويضيف: "هذا المكان كان يعتبر المستشفى الأكبر في فلسطين، بسعة سريرية تزيد عن 750سرير، ويحتوي على 26 غرفة عمليات، وكان يستقبل سنوياً أكثر من ربع مليون مريض من قطاع غزة، وكان المشفى مجهز بكل الأقسام، ويقوم بعمل عمليات جراحية في كل التخصصات، بما يزيد عن 17 ألف عملية سنوياً".
دمار واسع وانهيار المنظومة الصحية في مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي

وأكد مروان أبو سعدة مدير مجمع الشفاء الطبي، أنَّ مجمع الشفاء انتهى من الوجود، وطالب المجتمع الدولي بتوفير بدائل لسكان غزة وشمال غزة، وإنشاء مشفى ميداني بالسرعة القصوى، لتقديم العلاج للجرحى والمرضى.

وكان آلاف الفلسطينيين يحتمون داخل مجمع الشفاء الطبي، بعدما نزحوا إليه، جراء القصف العنيف من قبل الجيش الإسرائيلي، ويعتبر المجمع الطبي أحد المواقع القليلة في غزة التي يمكنها الحصول على بعض الكهرباء والماء.
دمار واسع وانهيار المنظومة الصحية في مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
وعقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من مجمع الشفاء بعد أسبوعين من حصاره، توافد مئات الفلسطينيين لتفقد الدمار بمباني المجمع، وسارعت بعض العائلات لإخراج مصابين ومرضى كانوا محاصرين داخل المستشفى.

ويقول محمود جابر لـ "سبوتنيك" وهو شاهد على ما حدث داخل مشفى الشفاء: "في أول يوم صحونا من النوم قبل السحور، وظننا أنَّ ما يجري هو دخول شاحنات محملة بالطحين إلى المشفى، ثم سمعنا إطلاق الرصاص، ثم نظرت من النافذة ورأيت الدبابة الإسرائيلية على مدخل المشفى".

ويضيف جابر وهو مستلقي على الأرض ولا يستطيع الحركة من هول ما أصابه: "نادوا علينا بمكبرات الصوت، وهددونا بقتل كل من يتحرك أو يقف بجوار نافذة، وبعد الفجر نزلنا إلى ساحة المشفى، كل 50 بجوار بعض، كي نقف أمام كاميرا، وجعلت أولادي يذهبون قبلي، واعتقل جيش الاحتلال ابني وزوج ابنتي، ولا أعرف إذا كانوا أحياء أم أموات ".
دمار واسع وانهيار المنظومة الصحية في مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
وكان الدفاع المدني في غزة قد عثر على مئات الجثث عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي، وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة الرائد محمود بصل: "إنَّ هناك نحو 300 شهيد في مجمع الشفاء ومحيطه بعد انسحاب قوات الاحتلال".

وأضاف الطبيب معتصم صلاح عضو لجنة الطوارئ الصحية في مجمع الشفاء لوكالة "سبوتنيك":

"أنَّ القوات الإسرائيلية أحرقت أقسام مستشفى الشفاء، ودمرت كل الأجهزة والمستلزمات الطبية فيه، ولا يوجد أي قسم في المشفى صالح للاستخدام، وهذا التدمير من قبل الاحتلال متعمد، لإخفاء الجرائم التي ارتكبت داخل المشفى، ولكن مجمع الشفاء سيبقى شاهداً على ما ارتكبه جيش الاحتلال، فهناك عمليات قتل لمئات النازحين، ومن الطواقم الصحية".

دمار واسع وانهيار المنظومة الصحية في مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس "إنَّ تحويل إسرائيل المستشفيات لساحة قتال أمر لا يجوز"، وشدد المسؤول الأممي، في تدوينة عبر منصة إكس مصحوبة بصورة تظهر الدمار الهائل الذي لحق بمجمع الشفاء الطبي، على ضرورة احترام المستشفيات وحمايتها، وعدم استخدامها ساحة للقتال.

وأضاف" أنَّ 10 مستشفيات من أصل 36 تعمل بشكل جزئي في غزة والنظام الصحي لا يكاد يصمد".

وأعلنت الأمم المتحدة أنها تعتزم إرسال فريق للوقوف على الوضع في مجمع الشفاء الطبي بعد المشاهد الصادمة والدمار الهائل الذي تكشف بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، ولا يزال الجيش الاسرائيلي يحتجز مدير مستشفى الشفاء في مدينة غزة، محمد أبو سلمية، ومدير مشفى العودة أحمد مهنا دون معرفة معلومات عن ظروف اعتقالهما.
دمار واسع وانهيار المنظومة الصحية في مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
وقالت منظمات إغاثة: "إنَّ الأزمة الطبية في مستشفيات قطاع غزة وصلت لمستوى لا يمكن تصوره، إذ تترك جروح كبيرة مفتوحة دون علاج، كما يواجه الطاقم الطبي نقصاً مزمناً في المواد الطبية الأساسية"، ومنذ اندلاع الحرب منذ ستة أشهر، شنّ الجيش الإسرائيلي عددا من العمليات التي طالت مستشفيات ومرافق طبية والأحياء المحيطة بها.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ كتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، ما أسفر حتى الآن عن مقتل نحو 33 ألف، وإصابة أكثر من 75 ألف فلسطيني.
دمار واسع وانهيار المنظومة الصحية في مجمع الشفاء الطبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، شنّ مقاتلون من حماس هجوماً على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
مناقشة