في أولى محطات الرحلة داخل مجلس الأمة، برزت محطة مركز المعلومات، والذي يقدم كافة أنواع الدعم الفني والتقني والمعرفي لجميع فئات المجتمع البرلماني، ويأتي في مقدمته مكتبة مجلس الأمة.
مكتبة مجلس الأمة
المكتبة البرلمانية الضخمة التي تضم آلاف الكتب والمضابط والوثائق والصور الفتوغرافية، أنشئت مع نشأة البرلمان في بداية ستينيات القرن الماضي، وتعتبر مكتبة مختصة بالشأن القانوني والتشريعي، نظرا لطبيعة عمل المجلس النيابي، فيما تخدم فئات المستفيدين الأعضاء والمستشارين والموظفين المختصين.
تضم المكتبة أغلب الكتب والمصادر القانونية بالإضافة إلى الغرفة السمعية والبصرية، وكذلك تضم جميع مضابط جلسات مجلس الأمة من الفصل التشريعي الأول، وحتى آخر جلسة من المجلس التشريعي السابق، حيث يتم بعد انتهاء كل جلسة اعتماد المضبطة وتصديقها من قبل الرئيس والأمين العام للمجلس، وإيداعها في المكتبة البرلمانية وتصبح متاحة للاطلاع للجميع، وتحتوي كذلك على جميع أعداد الجريدة الرسمية وإصدارات الأمانة العامة لمجلس الأمة.
من أهم الخدمات التي تقدمها المكتبة خدمة الموقع الإلكتروني، الذي يحتوي على قواعد البيانات ونظام المعلومات البرلمانية، والوصول السريع لمكتبة مجلس الأمة، وكذلك مكتبة الصور الفتوغرافية، وهي قصة مصورة تجسد مسيرة الحياة الديمقراطية البرلمانية في الكويت ومراحل تطورها.
متحف ومسرح مجلس الأمة
يحتوي مبنى مجلس الأمة على متحف برلماني، وهو يحتوي على وثائق وهدايا تذكارية التي تم إهدائها لرئيس مجلس الأمة في الدورات التشريعية المختلفة، وهي من عدة بلدان عربية وأجنبية ومنظمات وهيئات خاصة وعامة.
كما يحتوي المجلس على مسرح كبير، مخصص لورش العمل والندوات، أو محاضرات دستورية وقانونية وفاعليات لأعضاء مجلس الأمة، كما يستضيف المسرح الطلاب الميدانيون من طلاب السنة الأخيرة لحقوق والعلوم السياسية والإعلام، ويسع المسرح 450 كرسيًا، ومجهز بكل أنواع التكنولوجيا.
قاعة المنصة الرئيسية
تشهد هذه القاعة اجتماعات نواب مجلس الأمة الدورية، وهي مقسمة لعدة أجزاء، جزء مخصص للوزراء والحكومة، حيث لا يسمح قانون مجلس الأمة بانعقاد الجلسة بدون وجود وزير واحد على الأقل ممثلا عن الحكومة، وجزء آخر مخصص للنواب أعضاء المجلس.
خلف أعضاء المجلس يوجد مكان مخصص للضيوف، حيث يسمح في بعض الجلسات دعوة دبلوماسيين أو سياسيين أو صحفيين وإعلاميين واستضافتهم في الجلسات.
ويخصص الطابق العلوي للمواطنين، حيث يسمح في الكثير من جلسات مجلس الأمة حضور المواطنين الكويتيين لمشاهدة وحضور والمشاركة في الجلسة النيابية.
محطات تاريخية مهمة
التجربة البرلمانية في الكويت كانت سابقة لتاريخ تدشين مجلس الأمة الكويتي، حيث عاهد الحكام الأوائل للدولة المواطنين على اتخاذ مبدأ الشورى كأساس للحكم، فكانت الكويت مجبولة منذ تأسيسها على الشورى بين أفراد مجتمعها الصغير وذلك من خلال الدواوين، والتي يمكن اعتبارها برلمانات محلية مصغرة انتشرت في أحياء الكويت القديمة، وكانت تتم فيها تبادل الرأي والشورى بين المواطنين في المجالات المالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
في عام 1921 وفي عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح، شكل أول مجلس شورى رسمي في البلاد، لكنه لم يكتمل، ويقول الدكتور عبدالله النجدي، المستشار في مركز البحوث والدراسات الكويتية إن عدم اكتمال المجلس في دورته الأولى بسبب عدم نضوج هذه التجربة لدى أعضاء المجلس وعموم الكويتيين، وبسبب غياب الأنظمة واللوائح والظوابط الداخلية الموجهة لأعمال المجلس.
ما بين عامي 1930 و1936 حاول الكويتيون تقديم مشروعات جديدة للإصلاح، وتأسيس مجالس شورى، فتم إجراء أول انتخابات في الكويت للمجلس البلدي عام 1930، ولمجلسي المعارف والأوقاف في عام 1936م، لكن التجربة كذلك لم تنجح بسبب مخالفة أعضاء المجلس التشريعي لمبادئ الديمقراطية حيث جمع كل السلطات في المجلس مما ساهم في قصر مدة التجربة وإعلان نهايتها، ثم بعد ذلك كان هناك محاولة لتشكيل مجلس منتخب تشريعي ثاني في مارس 1939م.
تلى ذلك العديد من المراحل المهمة، مثل تعيين الحاكم مجلس الشورى الثاني عام 1939، وفي فترة الخمسينيات ومع الحراك الشعبي الديمقراطي في الكويت، عقدت انتخابات للمجالس التشريعية في إدارات البلدية والمعارف والصحة والأوقاف في عامي 1951 و1954م.
وفي عام 1954 تم تعيين لجنة تنفيذية عليا ، ثم محاولة لتعيين مجلس أعلى للبلاد في عام 1956م، وفي عام 1958 تم الدعوة لإجراء انتخابات لهيئة تنظيمية يساهم أعضاؤها المنتخبون في توجيه القرارات الحكومية، وفي عام 1959 دمجت أعمال الهيئة التنظيمية بأعمال المجلس الأعلى، وهو ما سهل للبلاد تحقيق الاستقلال عام 1961م.
بعد استقلال الكويت سارعت الحكومة لإعادة تعيين المجلس المشترك، حتى يضع نواة صياغة دستور للبلاد في نهاية الفترة الانتقالية التي استمرت عاما كاملا، وأنهى المجلس أعماله باستحداث دستور للبلاد في نوفمبر عام 1962م، وفي 23 يناير من نفس العام تم انتخاب أول مجلس أمة في تاريخ الكويت.
انتخابات 2024
يتوجه الناخبون الكويتيون، غدا الخميس، لانتخاب 50 عضوا لمجلس الأمة في الفصل التشريعي الـ 18، وفقا لنظام الدوائر الخمس، والصوت الواحد، بحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
تنطلق الانتخابات في الساعة 12 ظهرا بتوقيت الكويت، وتغلق مراكز الاقتراع في الساعة 12 ليلا، ثم تبدأ فرز الأصوات لإعلان النتيجة النهائية، حيث يتنافس 200 مرشح على عضوية المجلس لمدة 4 سنوات.