جاء تصريح كحلوش تعليقا على العملية التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الجزائرية، والتي ألقت من خلالها القبض على 3 إرهابيين خلال عمليات مختلفة، نُفذت في الفترة من 27 مارس/ آذار إلى 2 نيسان/ أبريل 2024، بأنها غير مرتبطة بإجراء الانتخابات.
ووفق البيان الرسمي، فقد "تمكنت عناصر من الجيش من القبض على إرهابي ببرج باجي مختار وبحوزته رشاش من نوع "كلاشنيكوف" وكمية من الذخيرة، في حين تم توقيف عنصري دعم للجماعات الإرهابية خلال عمليتين منفصلتين"، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، عن اعتقال شخصين في يناير/ كانون الثاني الماضي، بشبهة "دعم الجماعات الإرهابية" في وهران، فيما اكتشفت دورية عسكرية مخبأ لجماعة متشددين بالبويرة شرق العاصمة، في ظل الاستعدادات للانتخابات.
و"تمّت هذه الأعمال ضمن حصيلة لنشاط القوات العسكرية، في الفترة بين 10 و16 يناير"، وفق ما نشرته وزارة الدفاع عبر موقعها الإلكتروني.
وهنا، يوضح نبيل كحلوش في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الجماعات التي تعود للنشاط في الداخل هي على الأرجح (عناصر) تنقسم بين بقايا الجماعات التقليدية وبين عناصر الإسناد والتموين".
ولقت إلى أن "الظاهرة الإرهابية تتربط بمحيط الجزائر المضطرب، ولهذا فإن الإشارات الأساسية لتحرك هذه الجماعات ترتبط ببعض الإشارات، منها التوترات في بعض دول الساحل والغرب الأفريقي، وسعي الجزائر لتشكيل كيان مغاربي جديد، وبعض التوترات في المنطقة".
وأوضح أن "الانتخابات غالبا ما ترافقها عدة تحركات أمنية، لكنها ليست السبب في تحرك بعض العناصر الإرهابية، وإنما تنامي الدور الجيوسياسي للجزائر، بعد نيلها مقعدها المؤقت في مجلس الأمن الدولي، ومعارضتها للعديد من التيارات المختلفة في الإقليم".
وأشار إلى أن "أبرز الجماعات النشطة في حدود الجزائر ومنطقة الساحل تتضمن (بعض فروع القاعدة والمرابطون وبوكو حرام من شرق نيجيريا إلى غاية النيجر وبعض فروع "داعش" وغيرهم)".
ويرى أن "هذه التنظيمات لا تعتمد حاليا على الذئاب المنفردة في الوقت الراهن، نظرا لابتعادها كثيرا عن المناطق السكانية التي تؤهلها لخوض حرب شوارع، ولهذا فإن تواجدها في الصحراء أو الغابات والمناطق المفتوحة يجعلها تعمل على استهداف إما المقرات الحيوية أو عناصر التمشيط العسكري".
وتابع" "تكتيك الجماعات في الوقت الراهن لا يكون إلا بكمائن وهجوم منسق غير فردي، ورغم ذلك فإن الخطط الأمنية الجزائرية في تأمين القواعد الحيوية، وكذا عمليات التمشيط العسكري المستمرة، فرضت على هذه التنظيمات التراجع بشكل كبير جدا ودفع معظم العناصر للانسحاب".
فيما قال الباحث في الحركات الإسلامية والإرهاب، أحمد سلطان، إن "التهديد الإرهابي في الساحل والصحراء ما زال مرتفعا وفقا للمعطيات الحالية، خاصة أن تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا ودول أخرى) أجرى تغييرات على هيكله القيادي من أجل تقوية آلية القيادة والسيطرة وإعطاء فرعه في الساحل زخما أكبر".
ووفقا لحديث الباحث في وقت سابق لـ"سبوتنيك"، فقد "تمثلت هذه التغييرات في دمج مكتب "الأنفال"، وهو القيادة الإقليمية لـ"داعش" في الساحل والصحراء في مكتب "الفرقان"، وهو القيادة الإقليمية لـ"داعش" في غرب أفريقيا، والذي يأتمر بإمرة أبو مصعب البرناوي، أمير فرع "داعش" في غرب أفريقيا".
وتابع: "لقد أصبح فرع "داعش" في غرب أفريقيا يُقدم الدعم والمساندة والتمويل لفرع "داعش" في الساحل وهو ما يعطيه قدرة أكبر على الانتشار والتمدد".
ووفق حديث الباحث أحمد سلطان، فإن "داعش" في مالي، على سبيل المثال، أصبح يميل إلى أسلوب أقل حدة وتشددا في التعامل مع السكان المحليين في مالي، من أجل استقطاب وجذب الدعم والتأييد، لكنه يتبع أسلوبا مغايرا في النيجر، على سبيل المثال، ويتشدد في ممارساته وتعاملاته مع السكان المحليين، كما أن التنظيم زاد في الفترة الأخيرة هجماته في بوركينا فاسو، ولديه إمكانيات لتوسيع هذه الهجمات لتشمل دولا أخرى منها بنين وغانا".