وأشار فيصل في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، إلى فشل نتنياهو في إنقاذ أسراه من أيدي "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية، إضافة إلى أن الإدارة الأمريكية عجزت عن إحراز أي تقدم في المنطقة رغم دعمها العسكري الكبير لمشاريع إسرائيل.
ولفت فيصل إلى أن "واشنطن تريد ذر الرماد في العيون من خلال مساعداتها الوهمية لأهالي القطاع، إذ يجب فتح المعابر البرية وليس رمي المساعدات الغذائية عبر المظلات".
وأكد فيصل أن "نتنياهو يريد أن يحافظ على مستقبله السياسي ويطمح في تحقيق أغلبية برلمانية في الانتخابات المقبلة على ضوء ما يمكن أن ينجزه في غزة، ويريد ترميم قدرة الردع الإسرائيلية التي تآكلت في معركة طوفان الاقصى".
وشدّد فيصل أن "نتنياهو في مأزق كبير بسبب التباينات مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بكيفية تنفيذ أهداف الفريقين المشتركة من جهة، وفي الداخل الإسرائيلي من جهة ثانية، لا سيما داخل الكابينت والائتلاف الحكومي، إضافة الى خلافه مع أهالي المحتجزين الإسرائيليين لأنه لا يعطي اهتماماً لهذا الملف".
وأشار فيصل إلى أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن بدوره يخوض معركة رئاسية وبالتالي يبحث عن أي إنجاز يعيده إلى البيت الابيض"، معتبراً أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية تخوض معركة نفوذ في المنطقة أمام التقدم الروسي و الصيني".
وقال فيصل إن "الضفة الغربية تحتل موقعاً استراتيجياً، ولديها مخزون مائي كبير وتحتوي على خزان زراعي في منطقة الأغوار، كما أنها ذات موقع أمني هام وتساوي مساحتها نصف مساحة لبنان، كلّها عوامل تقلق الاسرائيلي لذلك يحاول نتنياهو إحداث أي تغيير ديمغرافي فيها سيما وأنه يخوض فيها معركة "يهودية الأرض" على حد تعبيرهم"، موضحاً أنّ "المقاومة الفلسطينية لن تتراجع عن مواجهة كل هذه المشاريع التوسعية".
وأضاف أن "الضفة وغزة هي معركة واحدة وطنية شاملة للشعب الفلسطيني، والإسرائيلي قلق من انتفاضة ثالثة في الضفة حيث يستنزف ثلث الجيش الإسرائيلي ويدفع أثمان غالية من جنود ومستوطنين لتحقيق مخططاتهم في سرقة هذه الأراضي".
ولفت فيصل إلى أن "الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني من تداعيات النكبة الأولى ويقاتل بكل الأشكال حتى ينهي هذا الاحتلال الذي قسّم البلاد إلى دولتين بفعل دعم الأمم المتحدة"، معلناً أن "الفلسطينيين لن يسمحوا بحدوث نكبة جديدة ومشروع التهجير الى الأردن وسيناء مرفوض رفضاً قاطعاً وسيواجه بكافة الطرق".
ودعا فيصل "الفصائل الفلسطينية إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه في موسكو (أي مواصلة الحوار للوصول لوحدة وطنية شاملة ومقاومة محاولات تهجير الشعب الفلسطيني خصوصا، وحماية وكالة الأونروا ودورها الحيوي في رعاية اللاجئين الفلسطينيين)، والأولوية تكمن في تحشيد الرأي العام العالمي لوقف إطلاق النار وإنهاء الحصار عن شعبنا في غزة وإطلاق صفقة تبادل "الكل مقابل الكل" لدرء الخطر عن رفح".
وتابع فيصل أن "نتنياهو يريد توسيع دائرة الحرب في البلدان المجاورة لكنه يخشى من حرب كبرى إقليمية خاصة مع "حزب الله" في لبنان"، محذراً من "التعويل على الخلافات الإسرائيلية الداخلية أو الخلافات مع الإدارة الأمريكية لأن أولوية واشنطن في المنطقة هو أمن إسرائيل وقوتها".