"نشارك في خرق القانون"... طبيب إسرائيلي يكشف عن الوضع في منشأة اعتقال لفلسطينيين

كشف طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني داخل منشأة الاعتقال الإسرائيلية "سديه تيمان" قرب بئر السبع عن ظروف مأساوية في المكان الذي يُحتجز فيه معتقلون من قطاع غزة منذ بداية الحرب، مشيرًا إلى أن تلك الظروف تشكل خطرا على صحة المعتقلين وأن السلطات الإسرائيلية تنتهك القانون.
Sputnik
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية رسالة بعثها الطبيب إلى وزير الدفاع يوآف غالانت والمستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، الأسبوع الماضي، قال فيها إن "معالجين خضعا الأسبوع الماضي لبتر ساقيهما بعد إصابتهما بجروح تسببت بها الأصفاد، وللأسف، فإن هذا أمر معتاد".
وأضاف الطبيب في رسالته أنه "في المستشفى الميداني يتم إطعام المعتقلين المرضى بأنابيب صغيرة، ويتغوطون في حفاضات ويتم تكبيلهم بشكل دائم"، مشيرًا إلى أن هذا "يتناقض مع المعايير الطبية ومع القانون".
"ظل بايدن" وأقوى صوت في البيت الأبيض: أوقفوا حرب غزة الآن
وقال الطبيب في الرسالة إنه "منذ الأيام الأولى لتشغيل المنشأة الطبية وحتى اليوم، أواجه معضلات أخلاقية صعبة، بل أنني أكتب كي أحذر من أن طبيعة عمل المنشأة لا تستوفي أي بند من البنود المتعلقة بالصحة في قانون سجن مقاتلين غير قانونيين، الذي تستخدمه إسرائيل في اعتقال المواطنين من قطاع غزة منذ بداية الحرب".
ونفى الطبيب توافر إمدادات المستشفى الميداني من الأدوية والمعدات الطبية بشكل منتظم"، وأن "جميع المرضى فيه مكبلين بأيديهم وأرجلهم من دون علاقة بمدى خطورتهم، وأعينهم معصوبة، وفي ظل هذه الظروف، فإنه حتى المرضى الشبان والأصحاء يفقدون من وزنهم بعد أسبوع أو أسبوعين.
وأضاف الطبيب أن "أكثر من نصف المرضى يتواجدون في المستشفى الميداني بسبب إصابة تطورت خلال اعتقالهم وفي أعقاب تكبيلهم المتواصل بالأصفاد". وأكد الطبيب أن "التكبيل يسبب إصابات خطيرة تستوجب تدخلًا جراحيًا متكررًا".
وأشار الطبيب إلى أن "المعتقلين لا يتلقون علاجًا مناسبًا حتى لو نُقلوا إلى المستشفى الميداني، لم يكن هناك أي مريض نُقل للمستشفى وبقي هناك أكثر من ساعات معدودة، وهكذا يحدث أيضًا لمرضى بعد عملية جراحية كبيرة، مثل عملية جراحية في البطن لاستئصال أمعاء، ويُعادون بعد حوالي ساعة من الانتعاش إلى المنشأة الطبية في سديه تيمان التي يشغلها طبيب واحد يرافقه ممرضون، وجزء منهم مؤهلون كمضمدين فقط".
تغطية مباشرة لـ "طوفان الأقصى".. أكثر من 33 ألف قتيل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر
ونوه الطبيب في الرسالة إلى أن "الطبيب في المستشفى الميداني قد يكون طبيب عظام أو طبيب لأمراض النساء وهذا ينتهي بتعقيدات وأحيانًا بموت المريض".
وأكد الطبيب في رسالته إلى وزير الدفاع والمستشارة القضائية للحكومة: "نتحول جميعنا، الطاقم الطبي وأنتما والمستوى المسؤول عنا في وزارتي الصحة والدفاع إلى شركاء في خرق القانون الإسرائيلي، وربما الأخطر من ذلك بالنسبة لي كطبيب هو خرق التزامي الأساسي تجاه المرضى لمجرد كونهم مرضى، مثلما أقسمت عندما أنهيت دراستي قبل 20 عامًا".
وشدد الطبيب على أنه "حذر في الماضي من الوضع المزري في المستشفى الميداني أمام مدير عام وزارة الصحة"، وكتب أن "مندوبين من وزارة الصحة زاروا المنشأة، وصدرت تعليمات بشأن التكبيل الصحيح، ولم تُنفذ بحرص، وتشكلت لجنة آداب مهنة الطب لمرافقة المنشأة، ولأسفي، بالرغم من كل ذلك لم تطرأ حتى الآن تغيرات جوهرية في طبيعة العمل".
وتابع الطبيب أن "أعضاء لجنة آداب مهنة الطب قلقون من الحماية القانونية ومن تغطيتهم بسبب ضلوعهم في المنشأة التي تعمل بشكل مخالف لنص القانون".
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر، قولهم إنه "في بداية الحرب، خضع معتقل لبتر يده في أعقاب إصابته من جراء تكبيله بأصفاد بلاستيكية بشكل متواصل".
أبو الغيط يدين بأشد العبارات قتل إسرائيل عمال الإغاثة في غزة بدم بارد
وقال أحد المصادر إن "الكثيرين بين المعتقلين يعانون من وضع جسماني سيئ. وبعضهم أصيب في المعارك خلال الحرب، وأحيانا تسوء جراحهم بسبب الظروف في منشأة الاعتقال وانعدام النظافة فيها".
وأضاف المصدر أن "بين المعتقلين مرضى بأمراض مزمنة، وأنه منذ بداية الحرب يوجد نقص بالأدوية لمعالجة الأمراض مزمنة، وعدد من المعتقلين عانوا من نوبات صرع طويلة".
وقال المصدر نفسه إنه "بالرغم من أن معتقلين كثيرين يعانون من مشاكل صحية، إلا أن غالبيتهم لا يعالجون في المستشفى الميداني وإنما يبقون في أقفاص ويعالجونهم مضمدون"، وأشار إلى أن "أيدي الكثيرين من المعتقلين جُرحت بسبب الأصفاد وتلوثت جراحهم. ويدل على ذلك الأوضاع الصحية لمعتقلين تم الإفراج عنهم وتظهر الجروح في أيديهم".
ووفقا لمصادر صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإنه بين "600 إلى 800 معتقل من قطاع غزة محتجزين في منشأة الاعتقال، ويتم نقل قسم من المعتقلين لاحقا إلى السجون الإسرائيلية، ويتم الإفراج عن قسم آخر بعد تحقيقات معهم".
مناقشة