جاء ذلك بعد رحلة استمرت أربعة أعوام بدأها أحميد بفكرة لتتحول هذه الفكرة والحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع.
تعلم أحميد الخط العربي وفنون الخط منذ الصغر، وتدرج في هذا المجال حتى أكمل تعليمه بشكل جيد، خضع لدورة خاصة بالخط العربي عند الشيخ أبو بكر ساسي الذي خط مُصحف الجماهيرية في العهد السابق، وتعلم على يديه حيثُ كان مجتهداً ومثابراً في تعليمه.
وقال أحميد في حديث خاص لـ "سبوتنيك" إنه يحلم بكتابة المُصحف منذ صغره، وتابع بأن هذا الحلم أصبح كالجرس يدق لإيقاظه بين الحين والآخر.
وأضاف: "تغيبتُ عن الدرس، عندها أخبرني الشيخ بعدم تكرار ذلك، وأخبرني بأني سوف أكون خطاط مُصحف، وقعت هذه الكلمة في قلبي كحافز كبير".
تساءل في نفسه "كيف سأصبح خطاط مُصحف وأنا لازلتُ أدرس المُفردات"، ولكن الحلم لن يُصبح حقيقة إلا بعد فترة من النضال، كانت هذه التجربة رائعة جداً بالنسبة له حسب قوله.
البداية
الفكرة والبداية كانت عبارة عن خطوات أولها الإعداد الجيد، ولم يباشر الكتابة إلا بعد مُضي ستة أشهر من مرحلة الإعداد، وقال كنتُ دقيق جداً في الكتابة منذ البداية، بدءً من استشارته للمشائخ، ثم زيارة لمجمع القرآن الكريم بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، كل هذه الأفكار اجتمعت ووضعها في هذا المُصحف.
وأضاف أنه جمع المُصحف أربعة أرباع بشكل جيد، من ملاحظات قيمة حتى وصل المصحف إلى شكله النهائي، ثم أعتمد بعد ذلك موضوع المطبعة التي ستقوم بطباعة هذا المُصحف على أن يتم ذلك بطباعة وورق وتصميم جيد.
وأوضح أن كل فكرة جيدة تحتاج إلى راعي أو رعاية من أصحاب الأموال، وقال عندما يتواجد المال مع صاحب فكرة حقيقي سيكون هناك مشروع حقيقي، وهذا ما حدث بكل شغف، خاصة وأن الممول كان يريد أن يرى مُصحف مميز، بالإضافة إلى أحميد الذي كان يريد كتابة مُصحف مميز، حيث كان هناك توافق كبير بين الكاتب والراعي.
حلم كبير وصعوبات كبيرة لم يكن يعتقد بأنه سيصل لنهايتها وأن يكون في حفل الإشهار، عندما تكون هناك فكرة مُقنعة سيتم الوصول للهدف المنشود.
عراقيل وصعوبات
وأردف قائلا "في ليبيا الأوضاع كانت غير مستقرة، كانقطاع الكهرباء على سبيل المثال، فمن الصعب الجلوس من الصباح وحتى المساء من دون أن ينقطع التيار الكهربائي، كما أنه من الصعب العمل من البيت في ظل الظروف الاجتماعية والزيارات الاجتماعية والعادات والتقاليد، خاصة وأن هذا العمل الكبير يحتاج إلى تفرغ كامل لإنجازه حتى ينتهي بشكل مميز.
لذا اختار دولة تركيا لإتمام هذه المهمة التي وصفها بأنها بلد الخط والورق والمطابع الجيدة، بالإضافة للكثير من التجارب كلها عوامل مساعدة كما وصفها، مع قوله بأن المُصحف والعمل يظل لليبيا، لذا أطلق عليه أسم "مُصحف ليبيا" حيثُ قام بإشهاره في العاصمة طرابلس في ليبيا.
واختتم قوله بأن التحدي الذي واجهه هو بعد المسافة عن الأهل، حيث كانا برفقته والده الذي يعاني المرض، وكان يتنقل بين المستشفى وإنجاز مشروعه في كتابة المُصحف، مع صعوبة الحفاظ على ثبات المزاج في ظل الظروف التي يمر بها.