وشارك في هذه الفعالية كل من النائب الأول لرئيس مجلس مفتي روسيا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ورئيس ديوان مجلس مفتي روسيا، ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي منطقة موسكو، السيد روشان عباسوف، ورئيس مركز الدراسات العربية النيجيري السيد محمد الخضر، ومستشار الرئيس اللبناني للشؤون اللبنانية الروسية السيد أمل أبو زيد.
وتطرق الخبراء خلال اللقاء لمناقشة أهمية شهر رمضان المبارك ومعناه الروحي لدى المسلمين، ودور الدين في تطوير وتعزيز حوار روسيا مع بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، وكذلك التحديات التي تواجه التفاهم المتبادل بين الأديان والثقافات في العالم الحديث.
وفي السياق ذاته، أشار رئيس الإدارة الدينية لمسلمي منطقة موسكو، السيد روشان عباسوف، إلى أن روسيا وبلدان العالم الإسلامي والدول الصديقة لها بحاجة إلى توحيد الجهود لإقامة عالم متعدد الأقطاب ومواجهة الصراعات، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف بهذا الشأن، قائلاً:
"ما يحدث في فلسطين يمكن أن يسمى إبادة جماعية حقيقية للسكان المسالمين، إذ أنه بحسب البيانات الرسمية، قتل أكثر من 35 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء، لذلك يتعين على روسيا وبلدان العالم الإسلامي، وكذلك مع جميع الدول الصديقة، توحيد الجهود لوقف هجمات إسرائيل وحلفائها على كل من فلسطين وسوريا ولبنان، وعلينا أن نبني عالماً متعدد الأقطاب حتى لا تتكرر الحروب الدموية مرة أخرى".
وأشار السيد أمل أبو زيد، مستشار الرئيس اللبناني، خلال كلمته في هذه الفعالية، إلى أن روسيا ولبنان يجمعهما التعاون ضمن مجموعة واسعة من المجالات منذ 80 عامًا، وتابع حديثه، مؤكدًا:
"تجمعنا علاقات ضمن طيف واسع من المجالات، وهناك تعاون بين وزارتي خارجية روسيا ولبنان، في إشارة إلى أن وزير الخارجية اللبناني والوزير سيرغي لافروف، وكذلك نائبه ميخائيل بوغدانوف، على تواصل دائم، وهذا يدل على متانة العلاقات - الثقافية والسياسية والاجتماعية والعامة - التي توحد بلدينا، وهذا ما حدث منذ 80 عامًا، ونتمنى أن تتعزز هذه العلاقات بين روسيا ولبنان أكثر".
وشدد أبو زيد أن العالم يشهد الآن نهاية عصر العالم الأحادي القطب الذي تجسده الولايات المتحدة.
وأشار رئيس مركز الدراسات العربية النيجيري السيد محمد الخضر، تعليقًا على التعاون الروسي الأفريقي، إلى أن علاقات روسيا مع أفريقيا هي علاقات مميزة، على الأقل لأن روسيا لم تستعمر القارة السمراء قط، على عكس القوى الغربي،. وبالتالي فإن العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية هي علاقات تاريخية".
وأشار الخضر إلى الحاجة لتعزيز الحوار الثقافي والروحي بين البلدان، بما في ذلك من خلال التعاون بين الشباب.
وختم حديثه، قائلاً: "موسكو تدعو شبابنا، وهذا مهم للغاية بالنسبة لهم من حيث اكتساب الخبرة، وهذا أمر مهم بشكل خاص لشباب البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء".
شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد يتمتع بأهمية خاصة ليس فقط بالنسبة لأتباع الشريعة الإسلامية، ولكن أيضًا بالنسبة للعلاقات الروسية-العربية والروسية-الأفريقية، وهذه الفترة الغنية بالقيم الروحية والثقافية، تعزز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات، وهو أمر مهم لتطوير الحوار والتعاون الدولي.
عيد الفطر هو عيد يأتي مع نهاية شهر رمضان المبارك وشهر الصيام، ومن الصباح الباكر في هذا اليوم تقام الخطب الجليلة والصلوات الجماعية في المساجد.