وعلى الرغم من هذه الصعوبات، يبقى المزارعون متمسكين بأرضهم ومصممين على مواصلة العمل بكل إصرار، وزراعة "الشتلة المرّة" أي التبغ التي تعكس تراثهم وصمودهم، في كل قطعة أرض يروونها بعرقهم وعناية فائقة.
في بلدة دير سريان الجنوبية يجتمع عدد من أهالي البلدة في عمل تعاوني لزراعة أراضيهم على الرغم من المسيرات الإسرائيلية التي تكاد لا تفارق سماء البلدة، ويعوّل الجميع على حصاد الموسم الذي يبدأ في تموز/يوليو.
صمود المزارعين في جنوب لبنان.. زراعة "الشتلة المرة" وسط التحديات
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
تتمنى المزارعة مريم إبراهيم أن "تقدّر الدولة اللبنانية العمل والكفاح الذي نقوم به، لأننا نعمل تحت القصف ونتحمل العواصف وغيرها من العوامل، هذه الشتلة رمز الصمود لأهل الجنوب، هذه الشتلة مرّة ولكننا نعمل بها من أجل العيش".
صمود المزارعين في جنوب لبنان.. زراعة "الشتلة المرة" وسط التحديات
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية "الريجي" وهي مرفقا عاما، تتولى إدارة وزراعة التبغ والتنباك وتصنيعهما وتجارتهما في مختلف المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب والبقاع وهي الجهة التي تشتري حصاد التبغ من المزارعين، عملت منذ يناير/ كانون الثاني على زراعة شتول تبغ في أراض آمنة تابعة لها، وعملت على توزيعها على المزارعين الذين لم يتمكنوا من تشتيل أراضيهم بسبب الوضع الأمني، في مبادرة إنقاذيه.
صمود المزارعين في جنوب لبنان.. زراعة "الشتلة المرة" وسط التحديات
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
استطاع مختار البلدة علي ابراهيم أن يزرع شتول التبغ تحضيرا للموسم إلا أن الموسم لا يزال يواجه تحديات، وقارن علي بين موسم السنة الماضية والحالي وقال:
العديد من المزارعين لم يستطيعوا الوصول إلى أراضيهم وزراعتها، وحتى نحن غير قادرين الآن على زراعة الكمية التي كنا نزرعها سابقا، في حين أن الموسم الماضي الجميع استطاع زرع أرضه لأنه لم يكن هناك أي تهديد، واليوم نزرع وضع فرضية استهدافنا خلال العمل في الحقل أو أن نعود إلى المنزل ولا نجده، ولكننا في الوقت عينه نحن نخرج إلى العمل ونضحي ونزرع من أجل حياة كريمة ونتشبث في أرضنا.
صمود المزارعين في جنوب لبنان.. زراعة "الشتلة المرة" وسط التحديات
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
وطالب علي "الريجي" أن "تنظر إلى المزارعين وتضحياتهم وإيفائهم حقهم وتعبهم خاصة في ظل هذه الظروف، وإعطائهم ما بين ثمانية وتسع دولارات مقابل كيلو التبغ، لكي يبقى المزارع ثابتا في أرضه يقدم التضحيات ويغامر بنفسه لزراعة شتلة الدخان وتأمين عيش كريمة، ولتشجيعه على البقاء في أرضه وزراعتها والتشبث بها، ولكي تبقى شتلة الصمود اسم على مسمى".
ويتعرض المزارعون في جنوب لبنان لعمليات ترهيب من قبل الجيش الإسرائيلي، وتكررت تلك الحوادث مرارا في سهل الماري والمجيدية وحلتا وراشيا الفخار ومرجعيون والخيام والوزاني وسردة وغيرها من السهول والبلدات.