وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، جاستين برادي، إنه "بدون المزيد من الموارد، لن نتمكن من وقف المجاعة أو تقديم المساعدة الأساسية"، محذرا من تنامي المعاناة واحتمال تزايدها بشكل سيئ.
وأضاف أن الظروف القاتمة على الأرض وصلت إلى مستوى الطوارئ بعد وقت قصير من اندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مؤكدا أنه "بسبب الوضع الأمني المتردي، اضطرت الوكالات الدولية إلى الانتقال من العاصمة الخرطوم بعد بضعة أسابيع فقط من اندلاع القتال إلى بورتسودان - شرق السودان".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن "معظم الحصص الغذائية التي يتلقاها الناس من وكالات مثل برنامج الأغذية العالمي قلصت إلى النصف بالفعل".
وصرح رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الجمعة الماضي، أنه غير مستعد للتفاوض مع قوات الدعم السريع، طالما الحرب مستمرة، مشددًا على التزامه بـ"منبر جدة" وعلى ضرورة تنفيذ "الدعم السريع" للالتزامات التي تعهدت بها.
جاءت تصريحات البرهان، في كلمة له خلال زيارته منطقة أم درمان العسكرية، قال فيها: "القوات المسلحة ليست لها مشكلة مع التفاوض ولكن كيف تتم هذه العملية وبأي صورة؟ طالما الحرب مستمرة لن نتفاوض وطالما أن هناك احتلال لمنازل المواطنين ومدن الجنينة ونيالا وزالنجي والخرطوم والضعين والجزيرة فلن نتفاوض".
وأردف البرهان، بالقول: "إذا رغب المتمردون في التفاوض عليهم أولا إخراج قواتهم خارج هذه المدن وتجميعها في مناطق محددة"، مضيفا: "ملتزمون بمنبر جدة ولكن على الطرف الآخر تنفيذ الالتزامات التي عليه وفق ما تم التوقيع عليه في جدة".
وأفادت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان، الخميس الماضي، بأن القتال الذي بدأ منذ ما يقرب من عام في البلاد، خلّف آلاف القتلى المدنيين وملايين النازحين.
وقال ستيفان دوجاريك، كبير المتحدثين باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "البعثة قالت إن القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أودى بحياة الآلاف من المدنيين، منذ أن بدأ في أبريل(نيسان) العام الماضي".
وأضاف دوجاريك: "نزح أكثر من 6 ملايين شخص داخليا، في حين فر ما يقرب من مليوني لاجئ إلى البلدان المجاورة"، ومضى، قائلا: "يوجد ما يقرب من 24 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات".
ويصادف يوم غد الاثنين 15 أبريل/ نيسان الجاري، الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الصراع الواسع النطاق في السودان.
ومن المقرر أن تشارك فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في استضافة مؤتمر إنساني للسودان وجيرانه في باريس، يوم الاثنين المقبل، حسب دوجاريك.
وأسفر العنف المندلع في السودان، منذ أبريل العام الماضي، عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين وتدمير الكثير من البنية التحتية للبلاد، وخاصة في العاصمة الخرطوم.