خبير لـ"سبوتنيك": إسرائيل خدمت إيران بـقصف القنصلية الإيرانية

رأى الباحث والخبير بالشأن الإيراني، محمد شمص، أن الرد الايراني كان لا بد منه لإعادة الاعتبار للكرامة الوطنية الايرانية، مشيرا إلى أن إسرائيل خدمت إيران بهذه الضربة نتيجة الإجماع الوطني الذي أنتجته.
Sputnik
وأكد شمص في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "العملية الإيرانية كسرت هيبة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وحققت أهدافها الأساسية حيث حاولت طهران فرض معادلة جديدة مفادها أن أي اعتداء على الإراضي الإيرانية أو أي استهداف لقادة ومسؤولين إيرانيين في لبنان أو سوريا أو العراق سيتم الرد عليه بهذا الحجم، وزمن قصف إسرائيل لإيران دون رد قد ولّى وإذا فكّر الجيش الاسرائيلي بالتصعيد سيواجه عمليات أقوى بـ10 أضعاف وزمن الصبر الاستراتيجي ولى.
وشدد شمص على أن "هذه العملية نجحت في تثبيت معادلة الردع بدليل الاتصال الهاتفي الذي سُرب بين رئيس الولايات المتحدة جو بادين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي أظهر رغبة واشنطن بعدم الدخول في حرب كبرى"، لافتاً إلى أنها رغبة إيران أيضا والوحيد الذي يريد توسيع الحرب هو نتنياهو كونه مأزوم داخلياً وخارحياً.
وعن وصف هذا الرد بـ "المسرحية" قال شمص: إن "هذه المسرحية كلّفت إسرائيل مليار دولار، واستنفار القوات العسكرية قبل وبعد الضربة وتعطيل الحياة اليومية والاقتصادية في تل أبيب"، موضحاً أن إيران أبلغت دول العالم بانها بصدد القيام بعمل عسكري محدود بهدف ردع الجيش الإسرائيلي. كما بيّن أنّ "إسرائيل تكذب فالمعلومات تشير إلى أن 50% من الصواريخ التي انطلقت من طهران وصلت إلى اسرائيل وحكومة نتنياهو تمنع وصول الحقيقة إلى الرأي العام العالمي".
واعتبر شمص أن "خلافات نتنياهو الشخصية مع بايدن، ومحاولاته المتكررة لجر واشنطن إلى حرب كبرى في المنطقة، وطريقة حكمه الديكتاتورية، كلّها عوامل ساهمت في تعكير صفو العلاقة بين الجانبين".
وأشار إلى أن "من أهم نتائج الضربة الإيرانية هي تراجع نتنياهو عن الهجوم في رفح، وهي ورقة يستفيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، منها لابتزاز بايدين، وخصوصاً أنه كان هناك تبادل رسائل بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن حول تنازل إيران عن الرد مقابل وقف العدوان على غزة".
إعلام أمريكي يكشف بالأرقام القواعد الإسرائيلية التي ضربتها الصواريخ الإيرانية
وأعلن الحرس الثوري الإيراني شن هجوم على إسرائيل بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية. وأكدت إيران أن الهجوم يأتي ردا على الهجوم الدامي على قنصليتها في دمشق، وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن هذا الرد هو ممارسة لحق الدفاع المشروع والأصيل عن النفس، وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
على الجانب الآخر، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض أكثر من 200 هدف إيراني، مشيرا إلى إصابة الصواريخ الإيرانية لقاعدة عسكرية بأضرار طفيفة وإصابة مواطنة.
ومن جهتها نقلت صحيفة" نيويورك تايمز"، عن مسؤولَين إسرائيليين اثنين لم تكشف عن هويتهما، قولهما إن "إيران أطلقت باتجاه إسرائيل 185 طائرة بدون طيار و36 صاروخا كروز و110 صواريخ أرض-أرض".
وأشارا إلى أن معظم عمليات الإطلاق خلال الهجوم الإيراني كانت من إيران وجزء صغير منها من أراضي اليمن والعراق.
مناقشة